السلام عليكم هذا الموضوع مأخوذ بإذن من الدكتورة الأردنية سعاد الدسوقي. 40 سنة من الخبرة في طب التوليد والعقم.
مشكلة العقم كثير ما تهدد كيان الأسرة، إذ أن ما يشغل بال الرجل والمرأة وكذلك الأسرة وهما يبدآن معا طريق الحياة الأسرية هو انتظار الذرية الصالحة ليكتمل بناء الأسرة المرجوة بالأولاد (زينة حياة الدنيا).
ولكن قد تظهر مشكلة العقم فتتعثر مسيرة الحياة الأسرية في بعض الأحيان، وعلى الأغلب في الآونة الأخيرة تستمر الحياة الأسرية وكيانها ويخوض الزوجين معا معركة العلاج والمحاولات المتكررة والفحوصات المتكررة وقد تثقل كاهل الدخل المادي للأسرة لا سيما أن ثمن العلاجات ما زال في ارتفاع، وطرق ومحاولات استعمالات التدخل المساعد للحمل مثل الحقن والتنشيط للسائل المنوي أو محاولات طفل الأنابيب والحقن المجهري الدي ما زالت تكاليفه بمتناول القلة القليلة من الأزواج، مع أن النتائج أخذت بالتحسن والإرتفاع إلا أن نتائج فشلها الذي يقرب 65% ينعكس سلبيا على نفسية الأفراد وعائلاتهم.
مهما كانت طرق العلاج متقدمة وناجحة لعقم المرأة والرجل نجد أن قرار الحمل بيد الخالق عز وجل ولا يعلم أحد من الذي تكلل محاولاته بالنجاح وتكميل الحمل ومن لا تنجح محاولة علاجه.
يقول الله تعالى بمحكم كتابه العزيز ((لالله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير)) ((سورة الشورى الآية 49-50))
نظرا لهذه الحقيقة نجد أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى جعل النساء والرجال المسلمين أكثر تحملا وصبر للمعاناة من تأخر الحمل ويوجد عندهم الأمل بأن الله سوف يمن عليهم بالأطفال لأنه سميع مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، بالقياس لبلاد الغرب حيث نجد هذه الملاحظة أكثر وضوحا عند من ليس لهم علاج أو أن الطب الحديث لا يجد علاجا او حلا لهم.
نسبة العقم في المجتمعات تتراوح ما بين 20-25% وتشير الإحصائيات الى نجاح علاج عقم الرجال وتحقيق الحمل يصل في أحسن المراكز الى 16-30% وذلك لأن الغرب اعتمد على توفير بنك المني والذي هو محرم عندنا في الإسلام. كما أن التبني يحل للغربيين مشكلة عقم المرأة والرجل على حد سواء. عدم تناسب هذين الحلين لتعاليم ديننا الحنيف ، دفعنا هذا لمضاعفة جهودنا من أجل إيجاد طرق مناسبة سليمة لمساعدة هذه الفئة القليلة فعندنا الطب النبوي الذي يعالج المرض وليس الأعراض فقط.
خطوات فحص الرجل:
1. التاريخ الصحي الذي يتعلق بالانجاب:
إنه في غاية الأهمية حيث يتعلق التشخيص والعلاج عليه في أغلب الأحيان. تاريخ الميلاد، نوعية العمل، عنوان السكن ، تاريخ الزواج، عدد الأطفال إن وجد (من نفس الزوجة أم من زوجة أخرى) أحياء أو أموات ، مدة العقم ، إذا وجد تأخر في نزول أو عدم نزول خصية أو اثنين خارج البطن وإذا تم إنزالهما بعملية جراحية. وجود تاريخ التهابات تناسلية سابقة ، وجود دوالي في الخصيتين وهل أجريت عملية سابقة لذلك ، وجود استعمال أدوية أو مشروب خمر أو تناول عدد كبير من السجائر. يستفسر عن الاتصال الجنسي وعدد مراته بالأسبوع. إذا وجد عدم نزول مني (حالات القذف المرتجع) ، التأكد من وجود رغبة جنسية، السؤال عن وجود تشوهات في العضو ، التحقق من الإنتصاب ، إذا كان هناك افتراق عن الزوجة للعمل أو غيره. التأكد من عدم وجود أمراض سابقة مثل النكاف أو التهاب الخصية ، أو اصابات عمل أو فتق ، يسأل الزوج عن مرض السكري والسل والبلهارسيا أ جلطة القلب أو اختلال الغدة الدرقية ، ارتفاع بدرجة الحرارة خلال الست شهور الماضية لأي سبب ، زفي ما إذا كان هناك مشاكل تخص الجهاز البولي التناسلي أو تعرضهما للإشعاع أو العمل بظروف حرارية عالية مثل الخباز، والسائق لمدة طويلة يوميا مع لبس الملابس الضيقة.
2. الفحص السريري
إجراء الفحص كاملا من شعر الرأس حتى أخمص القدم وذلك للتعرف على سلامة الرجل من ناحية الجسم والنفس ولعدم إهمال الأسباب العامة التي تم السؤال عنها سابقا بتاريخ المرض.
3. السونار:
نجد في الحالات التي يظهر فيها شك بالخصية أو البروستاتا أو البربخ تأتي أهمية السونار لتوضيح سبب هذا الشك وقد أثبتت هنا نجاحا وفائدة. نلاحظ أن السونار يفيد بفحص الدوالي وذلك بأخذ قياسات الأوردة وتشخيصها وتقرير وجوب إجراء عملية أم لا.
4. تحاليل طبية:
تشمل تحليل الدم للدلالة على التشخيص المشكوك فيه علاوة على متابعة الحالة العامة. قياس معدلات وجود المضادات للحيوان المنوي في الدم في حالات العقم عند الرجال وعدم وجود حيامن في السائل. تحليل كروموسومات بالدم للرجال اللذين ليس لهم حيامن بالسائل المنوي.
5. تحاليل الهرمونات:
يجب القيام بعمل هرمون (الذكور والغدة النخامية والبرلاكتين والاستراديول) - لكل مراجع العقم.
6.تحليل المني:
أنا أعتبر أن فحص الزوج جيدا حتى يثبت عكس ذلك. أعالج مشكلة الزوجة وبعد فحص بعد الجماع إذا تبين عدم وجود حيامن داخل أو خارج عنق الرحم أو كان جميع الذين وصلوا ميتين أو قليل منهم نشط وشكلهم غير طبيعي, هذا في حالات حديثي الزواج. أما حالات العقم فيحضر الزوج حاملا معه ملفا كاملا للفحوصات المتتالية السابقة لكي أعقب عليه من استيفاء المعلومات الأساسية لتحديد أبعاد مشكلة العقم.
المفضلات