نظراً لصغر حجمها وتواجدها في كثير من الأحيان تحت الأرض فإن الإنسان لا يُعير الاهتمام الكافي عادةً بالنمل ، حيثُ
توضح دراسة مُتعمّقة بهذا الكائنات و طريقة حياتها إلى أنها تقوم بتصرفات غريبة جدّاً تُشبه تصرُفات بعض البشر لدرجة
مخيفة .
إليكم قراءة مُتعمقة في تصرفات غريبة يقوم بها النمل قد لا تكون قد سمعت بها في حياتك:
الحياكة أو الخياطة :
يُشكّل النمل الحائك مجموعة كبيرة عددياً ، و يُمكن العثور عليها في أجزاء واسعة من القارّة الأفريقيّة وجنوب شرق
القارّة الآسيويّة وأوقيانوسية ، حيثُ تقوم ببناء منازلها في ظلال الغابات الاستوائيّة المطيرة .
و يقوم هذا النوع من النمل بحياكة منازله بجمع أوراق الأشجار وخياطتها معاً باستخدام الحرير.
ويُمكن من خلال هذه التقنيّة أن تنتُج أعشاش ضخمة قد يتجاوز طولها المتر في بعض الأحيان ، علماً بأنها يُمكن أن
تُصنع في ظرف يومٍ واحد من خلال تعاون النمل المعروف .
كما يقوم النمل بإصلاح و إعادة بناء الأعشاش كُلما تضررت بفعل الأمطار الغزيرة و أي ظرف جوي أو طبيعي آخر.
جمع أواني العسل :
قد تعتقدون أن حياة هذه الفئة من النمل سهلة ، فلا ينبغي عليها سوى الجلوس باسترخاء و التغذي على كُل ما لذّ و
طاب من فتات بقيّة النمل ، بحيث تقوم بجمع العسل في أجسادها .
ولكن ضريبة هذه الحياة السّهلة ، تكمن في أنّ هذا النمل يُعتبر غذاءً لبقيّة النمل في حالة مرور مُستعمرة النمل بفترة
غذائيّة صعبة ، و هذا أمر قد يتكرر كثيراً نظراً لعيش هذا النوع في الصحراء التي يندُر فيها الغذاء بشكل مُتكرر ، كما
لا نُخبئ عليكم بأن البشر أيضاً في بعض مناطق أفريقيا يبحثون عن هذا النمل لأكله كنوع من الحلويّات .
الرعي :
علاقة النمل مع المنّ تُشبه علاقة الإنسان بالماشية ، حيثُ يقوم النمل بحماية المنّ من الحشرات و الأخطار الأخرى،
و لكن في المقابل يعتبر النمل المنّ وجبة خفيفة يُمكن الوصول إليها بسهولة ، حيثُ يقوم النمل بشُرب الإفرارزات الغنيّة
التي يفرزها المنّ .
ومع هذا الكلام ، تُشير بعض البحوث الجديدة إلى أنّ هذه العلاقة تُعتبر من طرف واحد،حيثُ أثبت بعض عُلماء الأحياء
بأن النمل يعض جناحي المنّ بحيث يمنعه من الطيران ، قبل أن يبدأ عمليّة الرعي .
التضحية بمجموعة في سبيل بقاء المُستعمرة
مُعظم انواع النمل ليست لديها أيّة مُشكلة في التضحية بمجموعة من جنودها في سبيل و صالح المُستعمرة ، حيثُ تعمل
كامل المُستعمرة كجسد واحد تعتبر فقدان عشرات الجنود مثلاً كحادث طبيعي مثل حلاقة الشعر .
على سبيل المثال يقوم نوع من النمل في البرازيل بسدّ مدخل المستعمرة كل ليلة بهدف الحماية من الأخطار الخارجيّة ،
و عندما يتمّ غلق المدخل تقريباً ، يبقى عدد مُكون من 8 إلى 10 من النمل في الخارج ليُكملوا عمليّة سدّ المدخل .
وحينما يحلّ النهار التالي ضيفاً يكون مُعظم من كان بالخارج قد مات بعد ليلة عمل شاقّة جدّاً ، لكن في المقابل بقيت
مُستعمرتهم سالمةً آمنة .
بناء طوف أو ما يُشبه القارب فوق المياه
يقوم النمل الناري في أمريكا الجنوبية ببناء أعشاشه تحت الأرض و ذلك كنوع من الحماية بهدف العيش بأمان ، و لكن
ذلك يُعرّض المُستعمرة لخطر كبير أحياناً يتمثّل في هُطول الأمطار الغزيرة و غرق المُستعمرة .
و لكن هذا النوع من النمل يحمل خاصيّة مُميزة ، بحيث يُمكنها إذا تشبتت مع بعضها البعض بناء طوف يطفو بأمان عبر
الأماكن التي غمرتها المياه ، ويمكن للنمل أن يبقى على هذه الحال لأسابيع كثيرة لغاية الوصول إلى برّ الأمان .
الطوف الواحد قد يشتمل على مئات الآلاف من النمل .
التفجير الإنتحاري :
طوّرت العديد من أنواع النمل وسيلة لجعل أجسادها وسيلة لتدمير نفسها كيميائياً في سبيل إلحاق الأذى بأعدائها .
هذا النمل يحنوي على زوج من الغُدد على طول أجسادهم ، وعندما يأتي خطر الموت ليطرق ابوابها فإنها تعمل على
انكماش أجسادها بحيث تتمزّق الغُدد لترش المادّة الكيميائية على على خصومها .
الزراعة :
بالإضافة إلى كونها قادرة على الرعي ، فإن بعض أنواع النمل تُعتبر مُزارعاً ماهراً،إذ تقوم بعض أنواع النمل بزراعة
الفطريّات عمداً لإطعام مُستعمراتها .
و بدلاً من زراعة الفطر ، تقوم بزراعة الخميرة التي تُستعمل في صناعة الخُبز و لكنها تأكُلها نيّة .
اقتناء العبيد
الكثير من القُرّاء سوف يتفاجأ بهذه المعلومة ، و لكن بضعة انواع من النمل تتصرّف كالإنسان في الماضي ، حيثُ تقوم
بعض مُستعمرات النمل بالإغارة على مُستعمرات النمل الأُخرى ، بهدف سرقة البيض و اليرقات و تربيتها كخدم وعبيد
لا تتم مُعاملتها كبقيّة النمل .
وتقوم اليرقيات أو البيوض بعد ولادتها بكافّة الأعمال مثل جمع الغذاء و تنظيف الملكة و الدفاع عن المُستعمرة إضافة
إلى حمل بعض النمل حينما تنتقل المُستعمرة من مكان إلى آخر .
سبحان الله .
منقول من طقس العرب
المفضلات