د. مجدي عبد الكريم *
تعتبر الأذن من أعضاء الجسم الغاية في الدقة ولا تقل تعقيدا عن العين والدماغ في التكوين . تتكون الأذن بالعادة من ثلاثة أجزاء : الأذن الخارجية وتشمل صيوان الأذن وقناة السمع : الأذن الوسطى وتشمل الطبلة وعظيمات السمع : الأذن الداخلية وتشمل القوقعة والدهليز .
تكمن أهمية الطبلة في أنها تفصل بين الأذن الخارجية والوسطى حيث تقوم بنقل الذبذبات الصوتية الهوائية من قناة السمع حيث تهتز الطبلة وتتحول تلك الذبذبات الى اهتزازات تنتقل الى عظيمات السمع . تلك الاهتزازات تنتقل الى الأذن الداخلية التي بدورها تحولها الى نبضات كهربائية تنتقل للدماغ عبر عصب الأذن .
مما ذكر سابقا يتضح أن أهمية الطبلة تكمن في عدة نواحي : 1- تمنع دخول المياه الى الأذن الوسطى وتحميها من الاجسام الغريبة .
2- تنقل الصوت الى الأذن الوسطى وتحول الذبذبات الهوائية الى اهتزازات .
3- تقوم بتضخيم الاصوات الواصلة الى الأذن الوسطى .
في حالة حدوث ثقب أو تمزق في طبلة الأذن فان وظائف الأذن ستتأثر بشده وتحدث الأعراض التالية : 1- التهابات متكررة في الأذن الوسطى : ان تسرب المياه عبر الطبلة المثقوبه يؤدي الى تكاثر الجراثيم داخل الأذن الوسطى . هذا الالتهاب يؤدي الى ألم وصديد وافرازات تخرج من قناة الأذن . يستمر الاتهاب حتى تتم معالجته حيث يشفى المريض لبضعة اسابيع ثم تتكرر الاعراض عند دخول المياه مرة اخرى للأذن .
2- نقصان في السمع : السبب أن وظيفة الطبلة تصبح شبه مفقوده حيث يقل تضخيم الأصوات الواصلة لعظيمات السمع في الأذن الوسطى وكذلك لا يتم تحويل كافة الذبذبات الى اهتزازات . هذا يؤدي الى ضعف واضح في السمع يتراوح بين 20 - 45 % . تعتمد شدة نقصان السمع على حجم الثقب ( تناسب طردي ) وكذلك على موقع الثقب بالضبط .
لا بد من ملاحظة انه مع تكرار الالتهابات يحصل نخر على عظيمات السمع مما يؤدي الى تفاقم ضعف السمع والذي بتلك الحالة ينخفض الى اكثر من 65 % .
3- دوار: ان دخول الهواء بحرية الى الأذن الوسطى دون أي حاجز يؤدي الى دوار متقطع.
4- طنين مزعج وآلام متككرة: يحصل مع تكرار الالتهابات نخر على عظيمات السمع مما يؤدي الى تفاقم ضعف السمع والذي بتلك الحالة ينخفض الى اكثر من 65 % .
سبب الثقب في الطبلة : في أغلب الأحيان يكون سبب ثقب طبلة الأذن التهاب حاد أصاب الأذن الوسطى في الصغر . هذا الالتهاب يؤدي لتراكم الصديد في الأذن الوسطى ويضغط على الطبلة مما يؤدي الى تمزقها لخروج الصديد خلال قناة الأذن الخارجية .
يكون الأطفال عادة عرضة للألتهاب أكثر من الكبار لأن هنالك قناة تربط بين الأذن الوسطى والأنف تسمى قناة أستاكيوس . هذه القناة هدفها حفظ التوازن في الضغط الجوي . في حالة انغلاقها يحدث خلل في ضغط الأذن مما يؤدي الى تجمع السوائل والالتهابات المتكررة مما يؤدي الى انفجار الطبلة .
السبب الأخر الأقل شيوعا هو اصابة الطبلة مباشرة عن طريق جسم غريب يدخل عبر قناة الأذن ويخترق الطبلة .
أحيانا فان صوت الانفجارات العالية تحدث اهتزازات عنيفة تؤدي الى تمزق الطبلة.
في الحالات السابقة فانه في أغلب الأحيان يحدث التئام تلقائي لطبلة الأذن خلال ستة أشهر .
علاج تمزق الطبلة : كما ذكر سابقا فان أغلب حالات تمزق الطبلة تنتهي بالتئام تلقائي خلال ستة أشهر . في حالة عدم التئام الثقب فانه يصبح ثقبا دائما .
في حالة الثقب الصغير وبدون أعراض فلا ينصح بعمل شيء .
في حالة حصول أية مضاعفات أو اذا كان الثقب كبيرا أو عند ضعف السمع فينصح بعمليةرقع الطبلة .
قبل العملية يجب تقييم الأذن من قبل طبيب الأنف و الأذن والحنجرة تحت المجهر للتأكد من عدم وجود التهاب . يتم ايضا اجراء مخطط للسمع للتأكد من قوة السمع .
عادة تجرى عملية رقع الطبلة تحت البنج العام . يتم أخذ الرقعة من غشاء رقيق خلف الأذن . يتم عادة اجراء العملية اما من خلال قناة الأذن أو من خلف الأذن عن طريق شق صغير في الجلد . يجب التأكد قبل العملية من عدم وجود أي التهاب في الأذن الوسطى لأن وجود الالتهاب يؤدي الى فشل العملية .
يجب التأكد أثناء العملية من وضع عظيمات السمع واصلاحها أثناء العملية والا فلا يستفيد المريض من ناحية تحسين السمع .
هذه العمليات تعطي نسب نجاح عالية تتجاوز التسعين بالمائة من حيث عودة السمع الى طبيعته وايقاف الالتهابات المتكررة .
سابقا كانت هذه العمليات تجري فقط للأعمار فوق 16 سنة لكن مع تطور العلم أصبحت الأن تجرى اعتبارا من عمر الست سنوات وقد لا حظ الكاتب أن نسبة النجاح عند الصغار أعلى من الكبار .
بخلاصة الموضوع فان وجود ثقب في الأذن أصبح من الامور التي تستوجب العلاج لأن اهماله يسبب العديد من المضاعفات وعلاجه يعطي نتائج ممتازة على المدى البعيد من حيث ايقاف الالتهابات وتحسين السمع .
المفضلات