سيدات يتابعن نتائج مباريات المونديال تباعا عبر الهواتف النقالة
السوسنة - بترا
تحرص الثلاثينية هند الصباغ على متابعة نتائج مباريات (مونديال) 2010 عبر هاتفها النقال من خلال الاتصال بزوجها الذي ينقل اليها حصاد الاهداف لهذا الفريق او ذاك اولا بأول .
تقول الصباغ - التي انتقلت اليها عدوى شغف متابعة المباريات من زوجها - بعد ان ابتعنا انا وزوجي بطاقة اشتراك لمتابعة المباريات , لم تأت الرياح بما تشتهي السفن , فقد اضطر زوجي للالتحاق بعمل مفاجىء في مدينة العقبة ,الامر الذي حرمني من متابعتها لان زوجي اخذ معه البطاقة التي تتيح لنا مشاهدة المباريات الاكثر حماسة , ما اضطرني الى اللجوء لهاتفي النقال لاعرف احداث المباريات منه اولا باول ".
وتحاول سيدات اظهار حبهن للعبة رياضية ظل الاهتمام بها حتى عهد قريب حكرا على الذكور من خلال اشعار ازواجهن او اشقائهن بانهن مهتمات او مؤازرات لهم عبر تأييدهن للمنتخبات التي يشجعونها .
وتدرك ناديا , ربة بيت , ان عليها الاتصال بزوجها الذي يتابع المباريات خارج المنزل برفقة زملائه لمعرفة النتائج فقط اثناء الاستراحة ( بين الشوطين ) والتي تعرف توقيتها على اثر مكالمة لم يرد عليها منه , لانه لا يستقبل أي مكالمة من احد اثناء متابعته للمباريات التي تبث للمرة الاولى من القارة الافريقية ويشارك فيها 32 فريقا من جميع قارات العالم .
وتتواصل سيدات مع ازواجهن عبر الهواتف النقالة اثناء وجودهم في المقاهي التي خصصت مساحات منها لعرض مباريات البطولة التاسعة عشرة لنهائيات كأس العالم , حيث يقصدها عشاق كرة القدم بصحبة عدد من اصدقائهم .
وتشاهد الطالبة الجامعية هديل مباريات كأس العالم التي انطلقت منذ الحادي عشر من الشهر الحالي وتستمر حتى الحادي عشر من الشهر المقبل بصحبة عدد من صديقاتها اللواتي يحرصن اثناء المباريات على التواصل مع اشقائهن او اقاربهن او ازواجهن لاطلاعهم على نتائج تلك المباريات .
وتشير هديل الى ان اجواء المونديال القت بظلالها على الكثير من العائلات التي الغت مواعيد ومناسبات تضارب توقيتها مع توقيت بث مباريات هامة .
وسهلت وسائل الاعلام البصرية التواصل مع العالم في ظل التغيرات العالمية التي طالت معظم مرافق الحياة ومنها تطور وسائل الاتصال المختلفة وفقا لاستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين .
ويؤكد ان شغف السيدات بمتابعة احداث مباريات كأس العالم يأتي في سياق اشعار شركائهن بانهن يعشن ذات الجو الرياضي الذي يعيشه العالم باسره وانهن لسن خارج السياق .
ويتابع ان السيدات عندما يلجأن الى الاتصال الهاتفي لمعرفة نتائج المونديال فانهن يحرصن على التواصل الاجتماعي الذي يغذي العلاقات الثنائية بنوع من الشغف المشترك ولو كان قد انتقل اليهن بالعدوى الامر الذي يعمل على ايجاد لغة مشتركة بصرف النظر عن عمق جذورها .
ويعبر اهتمام السيدات بلعبة كانت حكرا على الذكور كما يوضح الدكتور محادين عن بحثهن عن لغة تواصلية قد تكون آنية , او ارضاء لرغبة الشريك .
ويبدو ان الكثير من الذكور نجحوا في استمالة زوجاتهم او صديقاتهم او شقيقاتهم الى الاهتمام بالمباريات ولاحقا الى الاهتمام التفصيلي بهذا الفريق او ذاك .
ويوضح الدكتور محادين ان العالم مصاب بعدوى الحركات الاجتماعية الجمعية التي تهتم بالكثرة بصرف النظر عن النوع والاداء , وهذه خاصية من خصائص كرة القدم العالمية ومنافساتها .
ويقول : " ولان كرة القدم لعبة شعبية عابرة للثقافات والجغرافيا نجد ان الرجال والسيدات على حد سواء يتابعون فرقا او منتخبات قد لا يدركون او يعلمون شيئا عن ثقافتها او لغتها او حضارتها الامر الذي يظهر مدى زخم البث الاعلامي لاظهار النجم الاكثر شهرة او الاغلى سعرا او الاكثر جدلا " .
ويشير الى ان هذا الزخم الاعلامي الهائل يعمل على ايجاد ارضية مشتركة لاحاديث ونقاشات رياضية توحد العالم بذات اللغة ما ينعكس بالضرورة على توحيد اللغة بين الرجال والسيدات خاصة اذا كانوا شركاء في الاهتمامات والميول .
ويبين ان اظهار السيدات لاهتماماتهن في كرة القدم يعكس رغبتهن في التعبير عن اللغة الادائية وليست بالضرورة العاطفية التي يملكنها وسط هذه العاصفة من الشغف العالمي بكرة القدم الذي وحد المقل في العالم صوب شاشة واحدة , لتصبح كرة القدم عنوانا متحركا لتفاصيل شاغلة للناس في ارجاء العالم كافة .
ويقول استاذ علم النفس الدكتور نبيل النجار ان الاهتمام الذي تظهره السيدات تجاه ميول وهوايات ازواجهن بغض النظر ان كانت رياضية او ثقافية او الكترونية يعكس لغة تواصلية يحرصن على تنميتها في سياق المشاركة التي تعزز الحوار وتوحد ارضيات التفاهم مع ازواجهن .
ويؤكد ان ما يعيشه سكان العالم في الاوقات الحالية من اجواء تنافسية ورياضية واحتفالية انعكس على الاسرة بشكل عام في العديد من سلوكياتها الجمعية والتي من ابرزها توحيد الاهتمامات المشتركة لافراد الاسرة الواحدة لتشمل الاطفال وكبار السن على حد سواء ما عزز روح الفريق الواحد فيها .
المفضلات