00(00(00(
بغداد (رويترز) - أثارت سلسلة من التفجيرات منها تفجير وقع يوم الاربعاء وأودى بحياة 72 شخصا في سوق ببغداد شكوكا في قدرة القوات العراقية على الحفاظ على الأمن عندما تنسحب القوات الامريكية المقاتلة من المدن العراقية.
ويجب أن ينسحب جميع الجنود الامريكيين باستثناء قلة منهم من المدن والبلدات والقرى بحلول 30 يونيو حزيران وهي لحظة مهمة حيث يعيد العراق تأكيد سيادته بعد ستة أعوام من الغزو الامريكي.
هل قوات الامن العراقية مستعدة؟
تفاوت أداء القوات العراقية. ففي المناطق المضطربة المختلطة عرقيا مثل كركوك والموصل كثيرا ما نظر الى القوات الامريكية على أنها الطرف الوحيد المحايد.
وقال وين وايت الباحث المساعد بمعهد الشرق الاوسط ونائب مدير مكتب مخابرات الشرق الاوسط السابق بوزارة الخارجية الامريكية "من الواضح أن هذه علامة استفهام كبيرة."
وأضاف "أغلبية عناصر المناورة (بالجيش العراقي) من الشيعة ومن المعروف عن بعض هؤلاء الانحياز ضد العرب السنة بشكل خاص. وبالتالي هناك قدر كبير من القلق بين العرب السنة على وجه الخصوص فيما يتعلق بانسحاب القوات الامريكية والدور الرقابي الاوسع نطاقا الذي ستلعبه."
ويقول محللون ان بعض الوحدات العراقية أثارت الاعجاب مثلما حدث في عملية (صولة الفرسان) العام الماضي ضد المتشددين في مدينة البصرة بجنوب العراق. لكن التعامل مع المقاتلين الاشداء سيتطلب معلومات مخابرات ممتازة ومهارات مداهمة سريعة.
ويقول مايكل اوهانلون المتخصص في السياسة الامنية الامريكية بمعهد بروكينجز في واشنطن "لحسن الحظ أعتقد أنه ما زال بوسعنا المساعدة في هذا على الرغم من الانسحاب من المدن."
وأضاف "لن نكون بعيدين وسنظل في المدن بأعداد بسيطة... وبالتالي أعتقد أن هذه عملية اكثر تدرجا وسلاسة مما يوحي به الموعد النهائي الذي يحل في 30 يونيو وبالتالي فانني واثق نسبيا."
ماذا لو تصاعدت وتيرة العنف؟
تستطيع الحكومة العراقية دوما أن تطلب تغيير الجدول الزمني لانسحاب الولايات المتحدة. لكن هذا سيكون صعبا على بغداد لانها بالغت في الحديث عن قدراتها.
ويقول ديفيد ماك الباحث بمعهد الشرق الاوسط في واشنطن ونائب وكيل وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الادنى انه ربما يكون طلب الدعم من اخرين مثل ايران جارة العراق غير مستساغ بالدرجة نفسها.
غير أنه ليس هناك ضمان بأن العراق سيلجأ مجددا للولايات المتحدة.
وقال ماك "هناك خطر على العراق والولايات المتحدة هو أن تقبل حكومة المالكي بالمساعدة الايرانية في المجال الامني في مواجهة تمرد السنة المتجدد والضغوط الانفصالية من الاكراد."
وتقيد مخاوف سياسية ومالية داخلية ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لكنها لا تريد خسارة المكاسب الامنية التي تحققت في العامين الاخيرين. وسيكون لديها قوات قوامها 100 الف جندي في العراق وقوة جوية لا بأس بها.
وقال بول روجرز استاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد في بريطانيا "يستطيعون اعادة دخول الحلبة."
وأضاف "اذا فعلوا فسيكون هذا بأقل قدر ممكن من لفت الانتباه ليعتمدوا في الاساس على القوة الجوية وبدرجة اقل على القوات البرية على الرغم من خطر الضرر الاضافي الذي يستتبعه هذا."
المفضلات