مضى شهر فقدكِ الأول
وأنا كما أنا
لا جديد سوا
أعقاب سجائر ألتهمتها أضلعي بعدد ثواني غيابكِ
ورمادٌ بلغ سقف الغرفة فــ صِرتُ أتنفس من ذاكرتي
التي حَرمتِ عليها نسيانكِ وطيكِ
ذاكرتي التي جعلتيها حصراً لـِ أبسط تفاصيلكِ
ذاكرتي التي لم تسعفني إلا في شيءٍ يخصكِ او يمتُ لكِ برابط قرابةٍ ودم
ذاكرتي التي تقتات مني على حساب ملامحكِ !!
ما لا تدرينه أنتِ
أن زِحام المدينة وصخبها وكثرة الوجوه من حولي
لم يُنسيني إياكِ لحظة
حتى عُرس فلان
لم يكن حجمه أكبر عندي من لحظة لقياكِ
وخبر موت الآخر لم يكن أشد حُزناً من غيابك المجحف
وحتى ترقية فلان لم تكن عندي بحجم اول هداياكِ
حتى خبر نجاحي فرحتُ به
بحجم ألم ليلةٍ واحدةٍ من شهر فقدك
وأكاد أقسم بأن الكون لا يعي حجم غيابكِ
الذي يتمطى في أوردتي ويمزق شراييني ويجعلني
أنزفُ دون موت في عالمٍ الــ لا الرحمة !!
عامان وأنا أنفضُ الغبار عن أول هداياكِ
التي تتنقل في أرجاء غرفتي من طاولتي لــِ سريري
لحقيبة سفري إلى أيّ مكان أقصدهُ و يقصدُكِ !!
عامان وحبكِ لم تحركه أعاصير الدنيا ونكباتُ الشعوب
ولم يؤثر فيه ثقب الأوزون
حتى الإحتباس الحراري عجز عن صهره
رغم تذويبهِ لـِ كلاَ القطبين !!
ســ أخبركِ بشيءٍ ربما يجعلكِ تهتمين لأمري ولو روحياً
أصابني الحزن والألم بعدكِ
فصارت الآاهات مفاصل جسدي الموشومُ وجعاً من غيابكِ
ورغم هذا كله مازالت شغاف القلب هي السد المنيع
بين الألم وحبكِ الساكنُ قلبي!!
هل تستحقين هذا الوفاء ؟
ام أستحق أنا هذا العذاب ؟
انحني لحرفك ياناثر العود
المفضلات