اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا آمانو، يوم الخميس، أن محاولات الوكالة لإحراز التقدم في إقامة رقابتها على النشاط النووي السوري وتوضيح المسائل المتعلقة به "لم تعد ناجحة".
ونقل موقع (روسيا اليوم)، عن آمانو، في افتتاح جلسة مدراء الوكالة في فيينا، قوله إن "وفدا من قسم الضمانات للوكالة زار دمشق الشهر الماضي، من أجل إحراز تقدم في تحقيق مهمتها في سورية، لكنه للأسف لم يتمكن من تحقيق اتفاق مع السلطات السورية حول مسألة تقديم الوكالة إمكانية التفتيش الكامل للمنشآت التي قد تكون لها، حسب رأي الوكالة، علاقة بالموقع في دير الزور".
وأجرت الشهر الماضي محادثات جرت بين مفتشين كبار من الوكالة ومسؤولين سوريين في دمشق حول موقع دير الزور، حيث من المزمع رفع نتائج المباحثات لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة الذي سيجتمع يومي 17 و18 تشرين الثاني الجاري.
وبين المدير العام للوكالة أن "محاولات الوكالة لإحراز التقدم في إقامة رقابتها على النشاط النووي السوري وتوضيح المسائل المتعلقة به لم تعد ناجحة"، مشيرا إلى "التقرير الذي قدمه في جلسة مجلس مدراء الوكالة في حزيران الماضي".
وصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في شهر حزيران الماضي، لصالح إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن ووجه نقدا لدمشق لرفضها التعاون مع تحقيق الوكالة، وسط رفض كل من روسيا والصين، وجاء ذلك بعدما خلصت الوكالة أيار الماضي في تقرير نشرته إلى انه من "المرجح جدا" أن موقع دير الزور كان مفاعلا ينبغي الإعلان عنه.
وأوضح آمانو أن "المنشأة التي تم تدميرها في غارة إسرائيلية على منطقة دير الزور في عام 2007 قد تكون مفاعلا نوويا، وكان على سورية أن تدرجها في قائمة منشآتها ذات العلاقة بالنشاط النووي"، داعيا سورية إلى "الشراكة التامة مع الوكالة لتوضيح المسائل المتعلقة بالموقع في دير الزور وغيره".
وكان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو أوضح مؤخرا أن السلطات السورية عرضت التعاون مع تحقيق للوكالة حول موقع مشتبه به بأن يكون "مفاعل نووي".
وكانت إسرائيل قصفت موقع "الكبر" في محافظة دير الزور في أيلول عام 2007 قبل أن توجه الولايات المتحدة، بعد نحو ثمانية أشهر من الهجوم، اتهامات لسورية بأن الموقع كان مفاعلا نوويا قيد البناء بالتعاون مع كوريا الشمالية، فيما نفت سورية ذلك وردت بأن موقع "الكبر" الذي تم قصفه كان بناء عسكريا تقليديا قيد البناء.
وطالبت الوكالة مرارا أيضا بالحصول على معلومات عن مواقع أخرى ربما تكون لها صلة بدير الزور. لكن دمشق قابلت طلبات الوكالة الجديدة بالرفض بعد أن سمحت لخبراء منها بزيارة موقع دير الزور.
وتمتلك سورية مفاعلا نوويا صغيرا معلنا يستخدم في البحوث النووية ويخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي وقت سابق هذا العام أعلنت هيئة الطاقة الذرية السورية في وثيقة نشرت في موقع الوكالة الدولية إنها قد تبني أول محطة نووية بحلول عام 2020 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.
يشار إلى أن سورية انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1969 ووقعت اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام1992 وهي تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة ,كما قامت منذ عام 2003 باسم المجموعة العربية بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أن القرار لم يقر بعد.
سيريانيوز
المفضلات