هواجس بعد انتهاء اجازة الأمومة
هاجس الأسئلة المتكرر يلاحقها ..وتقول :أين ساضع طفلي بعد انتهاء الاجازة و العودة للعمل !
هل استعين بخادمة تشرف على رعايته لحين عودتي للمنزل ام ابدأ بحلقة من الدوران والبحث عن احدى الحضانات التي تتولى رعاية الاطفال ؟
المشكلة تواجه معظم الامهات العاملات والاسئلة ذاتها تتبادر الى اذهانهن منذ لحظة الولادة .
والسؤال يقلب موازين الاسرة وياخذ وقتا كبيرا من تفكير الوالدين خاصة اذا كان الطفل الاول لهما فالخوف عليه يكون مضاعفا بسبب قلة الخبرة والتجربة في الاعتناء بالاطفال.
والسؤال ذاته يختفي قليلا مع فرحة المولود الجديد الا انه يعود للظهور مرة اخرى عندما يبدا العد التنازلي لتعود الام لعملها وهي من اصعب المراحل التي تمر بها خاصة وانها ستبتعد عن طفلها للمرة الاولى بعد انجابه .
و( أم رنيم ) - 26 - عاما تعمل في احدى مؤسسات القطاع العام - تشرح منذ اقتراب موعد ولادتي وانا فاكر اين ساضع طفلي خاصة و ان عائلتي لا تسكن بالاردن و اهل زوجي لا يستطيعون الاعتناء بطفلة صغيرة .... فهذا هاجس رادوني على مدار التسعة اشهر وزاد من تعبي النفسي خاصة عندما اقتربت اجازة الامومة من الانتهاء وشعرت اني ساعود لوظيفتي من جديد وساترك طفلتي فرحة عمري .
''تشاورنا انا وزوجي في الحلول المتوفرة ، فلم نجد سوى الحضانة او احضار خادمة لتبقى مع طفلتنا خاصة و ان دوامي ينتهي في الساعة الثالثة و لا اصل البيت قبل الثالثة و النصف أي ان ساعات الدوام طويلة'' .
وتكمل بحزن : انا لا اثق، فمشاكل الخادمات كثيرة و الحضانات ايضا وكثيرا ما سمعت عن اهمال بحق الاطفال خاصة حديثي الولادة الذين يحتاجون لمراقبة و رعاية خاصة لكني لا املك خيارا سوى احضار خادمة لتبقى مع طفلتي بالرغم من خوفي ربما هذا الحل اسهل من ارسالها يوميا للحضانة وهي بهذا العمر الصغير ...
وتروي ام قيس -موظفة- قصتها مع الخادمة و تقول : عندي بنتان ورزقني الله بطفل جديد وبعد انتهاء اجازة الامومة عدت الى عملي وابقيت طفلي عند الخادمة لكني كنت الاحظ عند عودتي ان الطفل دائم البكاء لفترات طويلة .
واضافت : قمت بتركيب كاميرا لاكتشاف ما يحدث لطفلي اثناء غيابي ولقد صدمت بمشاهدة الخادمة تترك طفلي يبكي لساعات وتذهب لاحتساء الحليب والجلوس امام التلفاز ولا تحمله الا بعد ان يبكي بشدة . هذا الامر كما تقول ام قيس ارعبني وقررت الاستغناء عنها مباشرة وكان القرار الاخر بان استقيل من عملي لحين يصل طفلي لعمر اتمكن من ارساله للحضانة وهذا امر طبيعي فالاطفال لهم الالوية .
وقصص الحضانات ايضا هي قصص مؤلمة في بعض الحالات خاصة في ظل التعامل الهامشي مع مرحلة الاطفال الصغار التي تعتقد ادارات اغلب الحضانات بانها مرحلة لا تحتاج الى جهد و لا تتطلب توظيف مربيات مؤهلات فالطفل - بالنسبة لهم يحتاج الى الحليب و النوم فقط - متجاهلين مخاطر عدم الاهتمام بهم في هذه المرحلة وحالات الاختناق الناتجة عن عدم المراقبة و الاهمال لساعات طويلة .
الدكتورة ميسون عكروش اخصائية تربية طفل اكدت على ان الاساس ان تتولى الام رعاية طفلها الوليد وان تبقى بجانبه في مرحلته العمرية هذه الا انه في حالة اضطرراها للعمل فمن الافضل ترك الطفل مع احد اقاربه كالجدة او العمات و الخالات لان بقاء الطفل معهم لا يشكل أي خطورة عليه .
واضافت : في حالة تعذر وجود الاقارب بجانب الطفل فان الخيار اما الحضانة او استخدام الخادمات ولكل خيار سلبيات فالخادمات يجب ان يكن مؤهلات للتعامل مع الاطفال في هذه المرحلة العمرية وهو ما لا يحدث في كثير من الاحيان فهن غير مدربات و لا مؤهلات .
وتوضح :فيما يتعلق بالحضانات فانه للأسف فان كثير من الحضانات تستخدم عاملات غير مدربات ايضا و لا مؤهلات للتعامل مع هؤلاء الاطفال مما يؤثر على مستوى الرعاية و الرقابة على الطفل الحديث الولادة .
''فالام العاملة تواجه مشكلة بعد عودتها لعملها و انتهاء اجازة الامومة فالافضل لها ان رغبت باستخدام خادمة ان تراقبها جيدا و ان تراقب حالة طفلها و ان لا تتهاون باي تقصير مع الطفل تحت مسمى لا بديل امامها فالطفل له الالولوية الاولى مشيرة الى ان الخادمة اذا كانت ترعى الطفل بشكل مرضي فقد يكون افضل من ارساله للحضانة وهو في هذا العمر الصغير تجنبا لاصابته بالمرض خاصة مع اكتظاظ عدد الاطفال حديثي الولادة في الكثير من الحضانات '' تقول عكروش .
وتؤكد عكروش على ضرورة تشديد الرقابة على الحضانات خاصة فيما يتعلق بالاطفال حديثي الولادة وعدم استخدام مربيات غير مؤهلات مبينة ان الرقابة و فرض القوانين اللازمة بحق هذه الحضانات يسهم في عدم التهاون من قبل هذه الحضانات بحق هؤلاء الاطفال .
المفضلات