كراديتش سيمثِل نفسه أمام المحكمة الدولية لثقته بالبراءة من تهم الإبادة....
بلغراد- وكالات
أعلن محامي زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش، الذي تم القبض عليه قبل أيام في بلغراد، أن الأخير سيتولى شخصياً الدفاع عن نفسه أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة في يوغوسلافيا السابقة، مؤكداً ثقته بالحصول على البراءة من تهم الإبادة الجماعية الموجهة ضده.
واعتقل كراديتش زعيم صرب البوسنة ابان الحرب، التي استمرت من عام 1992 حتى عام 1995، بعد ان ظل هاربا 11 عاما. وهو احد 3 من مجرمي الحرب الذين لا يزالون هاربين من حروب يوغوسلافيا واعتقالهم شرط أساسي لتحرك صربيا صوب عضوية الاتحاد الأوروبي.
ويحتجز كراديتش حالياً في سجن ببلغراد، انتظاراً لتسليمه لمحكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا ومقرها لاهاي، وهو متوقع في مطلع الاسبوع القادم.
وقال سفيتوزار فوياسيتش، محامي كراديتش في صربيا، إن موكله في حالة ذهنية وبدنية جيدة وأنه لا يخاطب المحققين "ويدافع عن نفسه بالصمت".
وأضاف، في تصريحات نشرت الأربعاء 23-7-2008 "سيكون له فريق قانوني في صربيا لكنه سيدافع عن نفسه (دون محام) أثناء محاكمته في لاهاي. انه مقتنع بأنه بعون الله سيفوز".
واتهم كراديتش بالابادة الجماعية مرتين لقتل 8000 مسلم بوسني في بلدة سربرينيتشا عام 1995، وأيضا لحصار سراييفو الذي دام 43 شهراً. وقتل نحو 11 ألفا في المدينة بنيران القناصة وقذائف المورتر وبسبب الجوع والمرض.
وكان الزعيم السابق يرغب بضم المناطق الصربية في البوسنة الى صربيا، مع المناطق الاخرى التي يهيمن عليها الصرب، بينما كان فيه الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش يروج للقومية في صربيا.
وعاش كراديتش طوال سنوات تحت اسم مستعار، ومارس الطب البديل، حتى انه أنشأ موقعاً دعائياً له على الانترنت. ونشرت السلطات صورة له يصعب التعرف فيها عليه، إذ بدا نحيلاً، وقد أطال شعره الابيض ولحيته وارتدى نظارة ليخفي وجهه. لكنه طلب، الأربعاء، أن يحلق شعره ولحيته. وقال محاميه إنه "يبدو كما كان في السابق، لكنه مسن قليلا".
وقال شقيقه لوكا، إن كراديتش كان ينوي تسليم نفسه في يناير المقبل، عندما توقف محكمة لاهاي اجراء محاكمات جديدة، لاعتقاده أنها "متحيزة"، ورغبته بالمحاكمة في صربيا.
وأشارت امرأة كانت تعيش في المنزل الذي كان يقيم به كراديتش "لم يتخيل أحد انه هو. لا احب بشكل عام التفحص في الناس. لقد كان رجلا حرا وكان من حقه التجول".
واضافت انها رأته مؤخرا وانها ليست متأكدة من مدة اقامته في المنطقة. وكان كراديتش متدينا يصوم كل أربعاء وجمعة، وفي كل الاعياد الارثوذكسية. وظل يتنقل بحرية في بلغراد. وكان من المترددين المنتظمين على حانة في بلغراد يملكها صربي بوسني كان يعلق في الحانة صورة له ابان الحرب.
وقال نيبويسا جيفريتش وهو احد سكان نوفي بلغراد ومراسل حربي سابق "كان يحب الجلوس في هذه الحانة تحت صورته. لم يكن كثير التردد على هذه الحانة لكن كان يمكن رؤيته في محطة حافلات قريبة.
وكان مهندما دائما حليق اللحية نظيف الشعر كما كان يشاهد في المتاجر المحلية وكان معروفا جيدا بالفعل في سوق الخضروات المحلي. كان يحب بالفعل الذهاب الى هناك والتحدث الى الناس".
وأكد المحامي فوياسيتش أنه سيطعن رسمياً في قرار ترحيل كراديتش وتسليمه لمحكمة لاهاي، للسماح لافراد اسرته بزيارته اذا سمح لهم بمغادرة البوسنة. ومنعت زوجة كراديتش وأولاده من مغادرة البوسنة في مسعى لخنق الشبكة التي تدعمه. وهم الآن ينتظرون السماح لهم بالسفر من البوسنة الى صربيا.
منقول...
المفضلات