وطغى على اللقاء والحوار الذي دار بين الملك والأهالي، المباشرة في الطرح والصراحة والشفافية لجهة الطرح والجواب عليه، فجلالته حرص، كما في جميع لقاءاته، على تدوين جميع المتطلبات والاستفسار عنها مباشرة.
كما كان الطرح مباشرا وعفويا من قبل المواطنين، بثقتهم بقائدهم التي وصلت مكارمه كل بيت ولمس الجميع أثارها في تحسين معيشتهم والتغلب على تحدياتهم، ليكون الجميع على الوعد والعهد في مزيد من العطاء.
ولخص المتحدثون أمام جلالة الملك ابرز متطلبات واحتياجات سكان المخيم والتي تناولت قضايا تتعلق بالجانب الصحي والتعليمي والاجتماعي والتنموي.
وأشار زيدان حميدان إلى معضلة المركز الصحي الذي أصبح غير قادر على توفير الخدمات الصحية بسبب زيادة عدد السكان، موضحا أن الحاجة أصبحت ضرورية لإنشاء مركز صحي شامل على مدار الساعة، خاصة وان العيادة الحالية تغلق أبوابها عند الساعة الثانية.
كما أشار إلى حاجة المخيم الى تخصيص ارض لإقامة مقبرة إسلامية بعدما أصبحت المقبرة التابعة للواء الرصيفة حيث يتبع المخيم لا تتسع، إلى جانب المطالبة بمجمع للسفريات لسيارات وحافلات النقل العمومي للتوجه إلى عمان والزرقاء بما يحل مشكلة أزمة المواصلات.
ومن الاحتياجات التي أوضحها المتحدثون، لفت رئيس جمعية عجور محمد العجارمة إلى ضرورة إنشاء مراكز خاصة للمعاقين والمواصلات لهذه الفئة، مشيرا إلى أن المركز الموجود حاليا مكتظ ، إذ يشرف على حوالي (130) من المعاقين من مختلف فئات الإعاقة، إلى جانب زيادة الدعم المقدم للجمعيات الخيرية من خلال زيادة المخصصات التي ترصد لوزارة التنمية الاجتماعية وكذلك بالشراكة مع القطاع الخاص.
فيما بين عواد شلباية أن هنالك حاجة لزيادة عدد المدارس أو توسعة المدارس القائمة لتخفيف ضغط عدد الطلبة في المدارس، وتوفير محطات للأمن خصوصا أمام مدارس البنات، بما يضمن المحافظة على النظام واحترام القانون اضافة الى توفير وجبات غذائية لأبناء المخيم.
ووعد جلالته بشمول المخيمات بهذه الوجبات التي تتكون من تمر وبسكويت مدعم بالبروتينات وحبة تفاح أو موز.
واشار إسماعيل حسنين نيابة عن أبناء غزة في المخيم إلى ضرورة تأمين فرص عمل لهذه الفئة وشمولهم بامتلاك منازل لهم أسوة بغيرهم من أبناء المخيم الذين امتلكوا أو سيمتلكون منازل خاصة بهم.
وفي الوقت الذي ثمنوا مكرمة جلالة الملك بتخصيص ثلاثمائة مقعد لأبناء المخيمات في الجامعات الأردنية، لما كان لها اثر في تمكين الكثيرين من متابعة دراستهم الجامعية، تمنى المواطنون على جلالة الملك زيادة العدد وتقديم مساعدات مالية للطلبة.
وأشاروا إلى قضايا الفقر والبطالة وما ينتج عنها من إشكاليات بين صفوف الشباب، حيث أكدوا أهمية أن يكون هنالك مشاريع إنتاجية لتشغيل الشباب، إلى جانب إعادة تطوير شبكة الصرف الصحي وإنارة الشوارع وازدحام الشوارع بسبب البسطات على الأرصفة.
واستهل جلالة الملك الزيارة، التي رافقه فيها رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك والمستشار في الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي، بالإطلاع على واقع مدرسة عين غزال الثانوية الشاملة للبنات، حيث جال جلالته على عدد من الغرف الصفية والمختبرات وحضانة المدرسة، واستمع من طالبات ومديرة المدرسة على احتياجاتهم، حيث أكد جلالته بأنه سيصار إلى إعادة صيانة المدرسة وتوفير جميع احتياجاتها.
وتحتاج المدرسة التي يلتحق بها زهاء ثمانمائة طالبة، بحسب مديرتها فاطمة العشوش، زيادة عدد المختبرات خصوصا المختصة في مجال العلوم والحاسوب، إلى جانب إنشاء صالة رياضية مغلقة لتتمكن الطالبات من ممارسة الأنشطة الرياضية.
وكان لزيارة جلالة الملك المفاجئة أصداء ايجابية عند الطالبات والمعلمات في المدرسة، حيث اعتبرن اطمئنان ومتابعة جلالة الملك لأوضاعهن، والاستجابة السريعة للاحتياجات بمثابة دعوة إلى مزيد من العطاء والإنجاز بما يخدم الوطن ومسيرته التنموية.
وبابتسامة وشغف أرادت الطالبة ريم عزيز الحديث عن زيارة جلالة الملك وحديثه معها وزميلاتها لتقول بعفوية الطفولة الصادقة،'' لقد سلم علينا جلالة الملك وسألنا ماذا نحتاج ، وعن المدرسة... وأجبناه بأن المدرسة بحاجة إلى أجهزة حاسوب وأن النظام في المدرسة ممتاز''.
وتتابع حديثها ''لقد اطلعنا جلالته على بعض المشاريع التي ننوي القيام بها مثل إجراء تحقيقات صحفية وأخرى حول النباتات.. ''. وقالت زميلتها هديل بكر ان ''جلالة الملك سلم علينا وأخذنا صورة جماعية معه'' فيما وصفت سارة محمد وسارة جمعة بان زيارة جلالة الملك للمدرسة والحديث معه كأننا تحدثنا للعالم وان الجميع أصبح مسؤولا عنا''.
فيما وجدت الطالبة وعد خالد في زيارة جلالة الملك واهتمامه بمعرفة احتياجات الطالبات والمدرسة، قدوة في التواضع والمسؤولية، إذ تقول أن زيارة جلالة الملك للمدرسة دليل على تواضع الملك وحرصه على متابعة هموم المواطنين، ويجب على الجميع الإقتداء بجلالته''. واعتبرت الهام سهيل أن اهتمام جلالة الملك وتلبيته المباشرة لمطالبنا، تتطلب منا أن نكون حريصين على تقديم الإنجازات، لتختم كلماتها بالقول ''نشكر لسيدنا اهتمامه بنا''.
وهو ما ذهبت إليه المدرسة ديالا سواقد، إذ اعتبرت أن زيارة جلالة الملك واهتمامه ووقوفه على حاجات المدرسة تشكل حافزا للطلبة والمدرسين والإدارة نحو مزيد من العطاء والإنجاز، وهي مسؤولية يتحملها الجميع.
وتأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مخيم حطين، ضمن حرص جلالته على تقديم مكارمه لهذه الشريحة من الأردنيين لتحسين ظروف معيشتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
وفي تصريحات صحفية أشار مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس وجيه العزايزة الى إن دائرة الشؤون الفلسطينية تنفذ منذ عامين بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي مشروعا لإسكان الأسر الفقيرة ممن يقطنون في مساكن من الصفيح ، تم صرف مبلغ ثلاثة ملايين دينار عليه في جميع المخيمات، مشيراً إلى أن نصيب مخيم حطين منها مائة وحدة سكنية، معربا عن أمله في تأمين المزيد من المخصصات المالية العام المقبل لتتمكن الدائرة من الإسراع في تنفيذ المشروع. وحول التنسيق مع الاونروا قال العزايزة إن الحكومة حريصة على استمرار الوكالة في برامجها لخدمة المخيمات الفلسطينية، وإن المشروعات الأردنية في المخيمات ليست بديلا لعمل وكالة الغوث، بل إن الاردن يحث الوكالة على زيادة موازنتها لخدمة هذه المشاريع.
ويعد الاردن أكبر دولة مضيفة للاجئين الفلسطينيين، إذ يوجد ثلاثة عشر مخيما للاجئين الفلسطينيين، تأوي أكثر من مليون وثمانمائة وخمسين ألف لاجىء فلسطيني.
ومن المكارم الملكية، التي يقدمها جلالة الملك لأبناء المخيمات: تخصيص ثلاثمائة مقعد جامعي لأبناء المخيمات سنويا، وإنشاء مساكن للفقراء بكلفة تصل ثلاثة ملايين دينار، إذ انشىء حتى ألان، بحسب العزايزة (550) وحدة سكينة منها (100) وحدة في مخيم حطين، إلى جانب المكرمة الملكية بدعم الأندية الشبابية بمائة ألف دينار، بالإضافة إلى طرود الخير، وحل مشاكل أبناء غزة وتقديم التسهيلات لهم لتسهيل أمورهم بما يكفل حياة كريمة لهم.
وفيما تقع مسؤولية خدمة المخيمات في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة ضمن اختصاص عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بالتنسيق مع دائرة الشؤون الفلسطينية، إلا أن الاردن بادر ومن خلال مشروع حزمة الأمان الاجتماعي الذي طرحته وزارة التخطيط والتعاون الدولي قبل عدة سنوات إلى العمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات، باعتبار أن تحسين هذه الظروف خدمة للصحة العامة في المملكة وللشروط الإنسانية لحياتهم ريثما تحل القضية الفلسطينيه. ويأتي إنشاء دائرة الشؤون الفلسطينية، استكمالا للجهود التي يبذلها الاردن لخدمة اللاجئين الفلسطينيين منذ ابتداء اللجوء عام 1948، حيث كانت تعمل تحت مسميات مختلفة منها :وزارة الإنشاء والتعمير ووزارة شؤون الأراضي المحتلة، وبعد قرار فك الارتباط عام 1988، أنشئت دائرة الشؤون الفلسطينية التي تتبع وزارة الخارجية.
المفضلات