الطراونة يكتب ... الملك يجيب، فأين إجابات الفاسدين؟
الحقيقة الدولية - عمان – مكرم الطراونة
في مبادرة جديدة، تعكس مدى الشفافية التي يتربع على عرشها جلالة الملك، كشف الديوان الملكي بإيعاز من جلالته يوم أمس كل ما يتعلق بتسجيل أراض للخزينة باسم جلالته للرأي العام والاعلام الأردني، في رسالة نتمنى من الجميع أن يحتذي بها، خصوصا أولئك الذين عليهم الكثير من علامات الاستفهام، ممن قادوا مسيرة الفساد خلال السنوات الأخيرة، أو اولئك المستجدين.
الحراك الشعبي، المطالب بالإصلاح، سارع يوم الجمعة الماضية للهتاف بـ"يا عبدالله يا ابن حسين.. أراضي الدولة راحت وين؟"، في هتاف استنكاري، يعكس مدى تجاوز هؤلاء لحقيقة مطالبهم وحراكهم، ليجيبهم الملك، بالايعاز للديوان الملكي بكشف حقائق تسجيل الأراضي باسم جلالته.
جلالة الملك انتصر بذكاء للشفافية، التي طالما دعا كل الأردنيين مسؤولين ومواطنين، باعتمادها كمنهاج حياة في السياسة والاقتصاد، ليضع حدا لأصوات أولئك الذين تجاوزا الخطوط الحمراء في مطالبهم، التي تعدت الحديث عن الإصلاح.
الذين هتفوا في مسيرة يوم الجمعة، عليهم إعادة حساباتهم وقراءة المشهد الأردني على حقيقته، بعيدا عن الأجندات والمصالح الشخصية، حتى لا يجرونا إلى الهلاك، بطريقة قد تؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه.
على العديد من الفاسدين الإجابة على تساؤلات كثيرة حول "من أين لهم هذا؟"، و"لماذا سرقونا"؟، و"أين أموال الشعب المنهوبة؟"، و"أين القوانين التي يجب ان تحاسبهم؟"، و"هل يحاسب الفاسد فاسدا آخر؟".
الذين يعيثون في الأرض فسادا، هم من أوصلنا إلى حالة من عدم الاستقرار، ودفع الآلاف من الأردنيين، الى النزول إلى الشارع، خلال الأشهر الأخيرة، ليتلقى بعضهم، أصحاب الأجندات الخاصة، ويستغلونهم دون أن يفكر المغالين بالمطالبة بالإصلاح، في الأسباب الكامنة وراء عدد كبير من الاعتصامات والمسيرات.
الملك أوعز للديوان الملكي أيضا بتوفير كافة معلومات ملكية الاراضي وطرق التصرف بها وتواريخها أمام الاردنيين، وفتح قنوات المعلومات للتأكد من صحتها الرسمية والدستورية عبر سجلات مجلس الوزراء، وهذه بلا شك درس من دروس كيفية تحقيق العدالة وترسيخ مبدأ الشفافية.
نقدر أن من نهب وسرق، لن يستطيع أن يكشف عن أنيابه، ويكلف نفسه أن يعيد للوطن ما انتزعه منه من غير وجه حق، ولن يجرؤ أي فاسد أن يخرج للعلن ويطالب بمحاسبته على ما اقترفته يده على مر السنوات السابقة، لكن يستطيع هؤلاء أن يكتفوا بما نهبوا من أموال ملأت ارصدتهم في البنوك، وأن يكفونا والوطن شرهم. فهل هناك من يحمل في شخصيته جينات من البطولة ليقول إنه فاسد، أو كان فاسدا وتاب. حتما لا يوجد من بين هؤلاء رجال.
المصدر: الحقيقة الدولية - عمان – مكرم الطراونة
12/6/2011 2:30:43 pm
المفضلات