دولة الرئيس :- صرًح لمن تشاء ..ونحن سنصرًح للقلب فقط
اجبد- كتب عبدالهادي راجي المجالي
لم يجد رئيس الحكومه سوى جريدة تسكن على ضفاف (التايمز) كي يصرح لها عن أنواع المعارضه الشعبيه والتي يضعها ضمن خانتين الأولى :- هي المعارضه البناءه والتي تستفيد منها الحكومه والثانيه:- هي المعارضه الشخصيه والتي تسقط تلقائيا بفعل وعي الشارع لها .
ودعوني هنا أعود ألى جلسة جمعتني بدولته قبل أن يصبح رئيسا للوزراء باشهر قليلة على ما أذكر في مكتبه على طريق المطار ...وكنت وقتها قد نشرت تعليقا على مقابلته في جريدة الدستور والتي أجراها الزميل ماهر أبو طير معه - وفيما بعد تم التنكر للمقابله والزميل - وكان هذا التعليق قد أزعج دولته جدا .
قلت لدولته وقتها – وأنا مسؤل جملة وتفصيلا عما اكتب- :- نحن لا نهاجمك ولكن ثمة فرز واضح في الساحة الصحفية الأردنيه فهناك خط هو من روج وأسس للحقوق المنقوصه وأصحاب هذا التوجه هم أول من طعنوا في مؤسسات الدولة عبر الصحف المهاجره وهم من أول من اتهموا مؤسسات الدوله بالتحيز وهم أيضا في أقلامهم وحركاهم على الساحة الأردنيه ينفذون أجندة (فتح) تارة وقد لا يقفون عند أجندة (محمد دحلان ) بل يتعدونها ألى أحلام جبريل الرجوب ...لهذا فالصديق الجيد هو مثل حامل المسك أما رفقاء الحقوق المنقوصه فهم نافخ( الكير)..أما ان يتطاير منه الشرر وأما أن يمسك بالرائحة النتنه .
كانت أجابته معاليه وقتها –دولته حاليا- ان هذه الفئه التي هي من تتصل به هي من تقدم نفسها في الساحة على أنها تحظى بصداقته وذكر لي حادثة عن مقالي الذي كتبته والذي علقت فيه على مقابلته مع الزميل ابو طير في الدستور وأنه لم يكن يعرف عنه وأنما مراسل الصحيفه المهاجره هو من تحدث معه هاتفيا حين كان يهم بالعودة للوطن في مطار هيثرو وهو من أخبره بأن المقاله منشوره في (أجبد) .
على كل لنترك الأمر جانبا ..ولكن للمسدس والقلم فوهة واحده والحبر الذي يستهدف الأردني في هويته ويستهدف مؤسسات الوطن في وجودها ويستهدف الحق ويصفه بأنه منقوص تارة وأنه مجتزأ تارة أخرى هو الذي ينبع من نفس فوهة المسدس التي حاولت أغتيال سفيرنا في لندن زيد الرفاعي بداية السبعينات من القرن المنصرم وتركت في يده تشوها ماثلا للعيان ألى يومنا هذا....نعم للقلم الحاقد والسام فوهة تشبه المسدس الذي يخبأ في جنح الظلام لسفك الدم البريء.
لم نعد نفهم علاقاتك الأعلاميه فهي تارة انتقاميه وانا مثال حي للأنتقام البشري بأبشع صوره حين تختبيء في مكامن النفس البشرية بعض النقاط السوداء التي لا تفهمها ...وتارة أنعزالية وتارة أخرى مليئة بالتناقض الغريب المر.
لم نعد نفهم شيئا أو نعرف شيئا ...ولكني أحاول أن افرز الأشياء أحيانا استنادا ألى معادلة القلب وقلبي يقول لي أن الرقم والوطن لايجتمعان في نفس مؤمن بالأردن دولة وامتدادا أبديا ....فالتجار ذبحونا حين قدموا أرقامهم على وطنهم وهاهم يحظون بالملايين ولكن الدم الذي سال من جسد وصفي كان سيد النصر الأردني العظيم وساريته والدم الذي تناثر من قلب هزاع كان مهرا لجدائل البنات ...الاردنيات القابضات على حناء الشعر من زمن ماجد العدوان...
وصفي وهزاع امنوا بالوطن وكان الرقم لديهم محظ هراء..أما سادة الحق المنقوص وسماسرة فلسطين وسدنة العطاءات المشبوهة والذين تنطحوا (لبايدن) في سفارة أمريكا وباعوا وطنا أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف فهم الذين يتاجرون بأسمنا وبأسم المخيمات وبأسم فلسطين من أجل الرقم ...وأثروا أثروا حين حولوا الثورة من بندقية ألى شنطة هؤلاء من تنبأ بهم مظفر النواب حين قال:- (وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت .... تكرش حتى عاد بلا رقبه)
قلبي يعتصر ألما على لحظة من العمر استبيحت بها المعاني السامية والأسماء وزمن الأردنيين الذين خرجوا ألى مطار ماركا كي يطمئنواعلى أبنهم زيد الرفاعي القادم من لندن وقد نجى من معاول هدم (محمد داوود) ومن طلقات كانت تريد قتل وطن بقتل رجالاته ...هو المشهد ذاته يعود بالحبر وليس بالمسدس هذه المره .
اتراني أسرفت في غضبي ...وماذا سيفعلون أن أسرفت ؟ فعلى يدي اللص سميح البطيخي تعلمت أن أتلقى الصفع والأعتقال والضرب وأن أبتسم للبنات الجميلات أن عدت درب الكرك ....وعلى يد غيره تعلمت الصمت والأنكفاء وفي الزمن هذا تعلمت أن اهمش وأن أحارب في عملي ويدي وقلمي ..كل شيء جربته ما عاد شيء في وطننا من اليأس والألم والحزن لم يجرب ...فأنت ستحارب وتهمش وتذبح من وريدك ألى الوريد أن قررت ذات يوم ان تكتب لجدائل البنات الأردنيات وأنت ستبقى تسأل عن مصدر الصفعات التي تأتيك أن قررت أن تكون أردنيا ولو بمحض الصدفه.
دولة الرئيس صرح لمن تشاء ونحن للقلب سنصرح فقط .
المفضلات