تبعا لظاهرة تعرف باسم المرض الجماعي نفسي المنشأ، فان الخوف يمكن ان ينتقل من شخص لاخر كالمرض المعدي، ويمكن ان ينتقل عبر الاجيال ايضا، عندما ينقل الاباء خوفهم الشخصي من شيء معين الى اطفالهم، وتبعا لما تقوله كاثي كريسويل عالمة النفس العيادي التي تتعامل مع الاطفال المصابين باضطرابات القلق ومؤلفة كتاب عن كيفية التعامل مع خوف الاطفال وقلقهم، فانه اذا أبدى الاباء مظاهر القلق تجاه شيء ما، كانسان غريب فان الطفل يُظهر بدوره هذا الشعور. وقد اظهرت دراساتنا حول القلق عند اولياء امور اطفال مصابين بالقلق، ان 60% من الامهات اللواتي راجعن العيادة يعانين من اضطرابات القلق، وتقول كريسويل ان انتقال الخوف من الاب او الام الى الطفل يحدث جزئيا لا شفويا، ففي تجربة مخبرية تم تدريب الامهات لاظهار رد فعلهن في موقف اجتماعي مثير للقلق باستخدام لغة الجسم فقط، تبين ان اطفالهن اظهروا بوضوح مشاعر القلق نفسها عند تعرضهم للموقف نفسه.
وتشير كريسويل الى ان انتقال القلق يحدث بطريقين، فاذا كان الطفل قلقا فان الام تحاول حمايته من مصادر قلقه المفترضة مما سيعزز مستقبلا قلقه من احتمال تعرضه لهذه المصادر، وتقول ان للجينات ايضا علاقة بانتقال القلق، فقد اظهرت الدراسات على الاطفال التوائم المتماثلة وغير المتماثلة ان ما نسبته 30% من حالات القلق عند الاطفال ترتبط بعوامل جينية لكن الدراسات بالمقابل تشير الى ان الطفل لا يرث نوعا محددا من القلق، أي ان الخوف من العناكب مثلا لا يوجد في الجينات، لكن المزاج القلق والميل للمعاناة من الرهاب قد يرتبطان فعلا بها، ومن هنا، فان البيئة التي يعيش فيها الطفل ستحدد الشكل الذي سيتخذه الرهاب، وبالتالي مصادر القلق والخوف التي سيعاني منها الطفل.
المفضلات