اضاءات من الكتاب والسنة على جوانب من العلاقات الاسرية
(ان كرهها لم يهنها) و(اذا خاصم لم يفجر).
ان من اكثر الامور اهمية في العلاقات الاسرية هي الخصوصية بين الزوجين، ولعل القناعة بوجود هذه الخصوصية من قبل كل واحد منهما تنتج تبسطاً في اطلاع كل واحد منهما على حقيقة ما عند الآخر وتجعل كل واحد يظهر للآخر ما لا يظهر لأحد من الناس من خصوصيات الحياة، من عادات وطرائق عيش وصفات وسلوكيات، ولذا فان كل واحد من الزوجين مستأمن على ما علمه من الآخر وعنه، وهذا الحكم يسري عليهما حال الغضب والخلاف كما يسري عليهما حال الرضا والود وهو عند الخلاف اولى لان كشف الخصوصيات عند هذه الحالة لا ينبئ الا عن نية اقرب الى المجافاة منها الى الصلح.
ان الخطأ الفادح الذي يرتكبه احد الزوجين او كلاهما في افشاء اسرار الزوجية وفضح كل منهما للآخر عند اول خصومة بينهما لا يعلمان عاقبته الا بعد فوات الاوان لأن كثيراً من الازواج يصطلحون فيما بينهم بعد ذلك ويعضون اصابعهم ندما على ما بدر منهم في هذا الشأن فكيف تطيب لزوج نفس ان يتعرض لزوجه بالاساءة والتجريح وكشف المستور مع ان الاحتمال قائم ان يعود اليها ويواصلان حياتهما، كيف يرضى على نفسه ان يكون الغريب والقريب على اطلاع بخصوصيات حياته الزوجية.
المطلوب من الزوجين ان يتعقلا ويعلما انهما بكثرة الحديث عن مشاكلهما امام الناس يفسدون الود المتبقي ويتسببا في الاحراج لنفسيهما ولأولادهما كما ان ذلك يؤدي الى التضييق من فرص الصلح بينهما كلما كانا حديث مجالس الناس.
اذا المطلوب من الزوجين ان يتقيا الله بما بينهما من ميثاق غليظ وان يبتعدا عن ذلك الوصف الذي حذر منه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو (اذا خاصم فجر) باعتبار ذلك من اوصاف المنافقين وليمتثلا الى مقولة القائل: (ان كرهها لم يهنها).
المفضلات