السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية الادخار
يعتاد الطفل على اكتساب المال بسهولة و دون كدّ أو عناء ومن طبيعة النفس البشرية أن تتخلى بسرعة عن كل ما كسبته بسهولة ، والعكس صحيح .
لهذا علينا أن نعوّد الطفل على الادخار ، كحثّه على شراء حصّالة نقود يضع فيها بعض ما يأخذه و نراقبه فلا يصرف كل ما يأخذه مهما كان قليلاً ، فإن تعوّد الطفل على صرف كل ما يملكه فقد اكتسب عادة قبيحة ، وكي نشجع الأطفال على التوفير ، نجعلهم يشترون ألعابـًا وأشياء مفيدة لهم ممّا وفروه .
فالطفل يولد وهو لا يدرك قيمة الانتظار وغير قادر على التحمل حتى يشبع حاجياته ، ممّا يعرّضه للكثير من المشاكل في مواجهة صعوبات الحياة .
والأطفال يعتقدون أنّ أموال أهلهم لا تنفذ....لذلك طلباتهم لا حدّ لها.... وهم لا يقدّرون قيمة المال ولا تعب الأب والأم لتوفير متطلبات الحياة اليومية وأعبائها .
عندما يعطي الأهل الطفل المال، بإمكانهم أن يستدلّوا على بعض صفاته الشخصية، وتعديلها. فقد يكون مُسْرفا
لا يستطيع السيطرة على رغباته فينفق كلّ ما يحصل عليه لإشباعها.
ويمكن، للأم أن تحدّ من هذا السّلوك بالنّصح والإرشاد أولاً، ثم بإعطاء الطفل المصروف الأسبوعي لكي ينفقه على مدى أيام الأسبوع .. وإن لم يهتم بإرشاداتها، وأنفق مصروفه في يوم واحد، يجب حرمانه من مصروف بقية أيّام الأسبوع ليتعلّم كيف يتصرّف في حدود ما هو متاح له.
وقد يكون الطفل حريصاً ، و يلاحظ أنه يجمع النقود ولا ينفقها ويقاوم رغباته! ويحتاج هذا السلوك أيضاً إلى تقويم، عن طريق إقناعه أنّ النقود ليست غاية، إنما هي وسيلة نستخدمها للحصول على احتياجاتنا .. وفي هذا الإطار، يمكن اصطحابه للتسوّق، وتشجيعه على اختيار بعض الأصناف وشرائها بنقوده.
ويمكن استخدام مصروف الطفل وسيلةً لتعميق قيمة الأمانة عند ه و ذلك بتعليمه كيف يأخذ حقّه ويعطي الآخرين حقوقهم، فعلى سبيل المثال:إذا وجد زيادة في المبلغ المتبقي له، عليه أن يردّه للبائع .
و تخصيص مصروف يومي ثابت للطّفل هو أفضل طريقة ليتعلّم التصرّف في المال، وأفضل توقيت لبدء ذلك هو بداية مرحلة المدرسة وغالباً ما يكون ذلك بين سنّ 5و 6 سنوات، على أن يعطى مصروفاً مناسباً، وهذا لا يعتبر كثيراً، لأنّه سيوفّر على الوالدين معظم المشتريات الجانبيّة .
و زيادة مصروف الطّفل بعد فترات متباعدة من العوامل التي ترفع معنوياته.. وفي الوقت نفسه يعتبر الحرمان الجزئي من المصروف أسلوباً تربوياً جيّداً للعقاب على سوء التصرّف، أو خرققوانين المنزل.
على الوالدين عدم السيطرة على طريقة صرف الطفل لمصروفه، والمطلوب هو التوجيه لا التحكّم، لأنّ شعور الطفل بسيطرة الوالدين على مصروفه يفقده الرّغبة في التوفير.
و بعد وضع الخطوط العريضة لطريقة الصرف علينا أن نترك الطفل على طبيعته من غير مراقبة بحيث يخطئ ويتحمّل النتائج .. فإذا نفذ مصروفه قبل نهاية الأسبوع لا تقدّمي له أية مساعدة مالية، بل دعيه يتحمّل النتيجة دون تأنيب أو تعليق، وهذا يعلّمه حريّة الاختيار وتحمّل المسؤوليّة.
المفضلات