خطوات إلى الإيجابية
في وقت كثر فيه الواعظون وكثر الملتقون و السامعون ولكن قل المطبقون !!!!!
فلطالما سمعنا عن آلام المتألمين و آهات المعانين من إخواننا المسلمين فلم يكن منا إلا أننا تألمنا و ربما درفنا الدموع و العبرات و اكتفينا بذلك !!
ولطالما انتهكت حرمات و سلبت مقدسات فثارت لذلك الدماء و خرجنا في ما يسمى بالمظاهرات و اكتفينا بذلك !!
ولطالما شاهدنا أو سمعنا ما يبث من مجون و دعارة على تلك الشاشات الماجنة ولم نحرك ساكنا . كأننا راضون بما يحدث !!!.
فكلنا فكرت في كل ذلك وحالنا عند سماع المواعظ و الخطب و المحاضرات وما يكن من يقظة للقلب و صحوة و انتباه ، و ما إن انفصلنا عن تلك المجالس حتى عادت إلينا القسوة و الغفلة .
كلما فكرت عن سبب هذا التناقض والانقلاب السريع في حالنا وجدته يتمثل في أمرين
أولهما –
_هو أن تأثير السياط على البدن يزول بعد انقضاء وقت وقوعه
والمواعظ هي بمثابة سياط تضرب القلوب ,فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن ,والضرب لا يؤثر بعد انقضاءه كتأثيره في حال وجوده , ولكن يبقى أثره بحسب قوته ,فكلما كان الضرب أقوى كانت مدة بقاء الألم أكثر.
وثانيهما _
أننا في حالة سماع المواعظ يكون القلب في حال صفاء , قد أُبعد عن الدنيا فأنصت بحضور ,لكن ما إن عاد إلى شواغل الدنيا حتى اجتذبته بآفاتها .
وذكر شواغل الدنيا يقودنا إلى الحديث عن جواذب النفس .
جواذب النفس
إن جواذب النفس كثيرة , فمنعا ما يجذب للدنيا ومنها ما يجذب للآخرة , وربما يظن الكثيرون بأن جواذب النفس إلى الآخرة أقوى من جواذب الدنيا لما يسمع من وعد و وعيد وترهيب وتهديد , ولكن هذا ليس صحيح, لأن من طبع النفس الميل إلى الدنيا وإن ميلها إلى أمور الآخرة يحتاج إلى التكلف والجهد .
وليس العجب أن يَغلب الطبع ,!!إنما العجب في أن يُغلب
فما السبيل بنا للتغلب على طبع النفس في الميل إلى الدنيا ؟؟
وحتى يكون لهذا الموضوع ثمرة وفائدة نخرج بها لا مجرد كلام نملأ به السطور أو موضوع نضيفه إلى قائمة المواضيع التي نكتبها لا بد من ذكر السبل التي بها نتغلب على طبع النفس في الميل إلى الدنيا و ملذاتها
ومن هذه السبل :
1_ تقدير العواقب : ـ
فمن قدر عاقبة ما ينتهي إليه العمل الذي سيقدم عليه علم خيره من شره .
فسل النفس :
أين لذة معصيتك ؟
إنما هي لذة ساعة و تفوت يعقبها حسرة بعد أن تموت .
يا لذة كتبت في غفلة ذهبت .... يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
وسل نفسك :
أين تعب طاعتك ؟
إنما هي ساعة أو بضع ساعات يعقبها خلود في أعلى الجنات
فراقب العواقب تسلَم ولا تمِل مع الهوى فتندم .
2_ إنما الدنيا متاع الغرور : ـ
فمن أيقن أن الدنيا لا تدوم لأحد لأخذ منها الحذر.
ومن نظر إلى طول الطريق تأهب للسفر .
فلا تغتر بالدنيا وتنسى الآخرة
ولا تغتر بصحتك وتنسى دُنوَّ السقم
ولا تفرح بعافيتك غافلا عن قرب الألم
3_ ذكر الموت : ـ
إن كثرة ذكر الموت تكبح جموح النفس و تلجمها و تجعلها ترى ملذات الدنيا صغيرة
.4_ إما أن تركبها و إلا ركبتك : ـ
لا تعود نفسك بأن تعطيها كل ما تطلبه دائما لأن النفس إن أطعتها في كل شيء ركبتك و سيَّرت و صرت بدل أن تملكها ملكتك .
5_ اجعل لنفسك وقتاً للعزلة و التفكر : ـ
فالإنسان عندما يرى زينة الدنيا وبهرجها ثم يدخل إلى المقابر ، فيفكرفي الحالتين فإنه سيحس فرقاً بين الحالتين .
وما أردته بهذا المثل هو أن العزلة تكون بمثابة مراجعة للنفس ومحاسبة لها
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب .
و عذرا على الإطالة .
و أخيراً هداني الله و إياكم للخير و الصلاح
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
المصدر : واقع أنفسنا .
المفضلات