بسم الله الرحمن الرحيم
..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال الأصمعي : خرجت أنا وصديق لي الى البادية ، فضللنا الطريق ،فاذا نحن بخيمة على يمين الطريق فقصدنا نحوها
فسلمنا فاذا عجوز تردُ السلام ، ثم قالت : من أنتم ؟ قلنا قوم ضللنا الطريق،وأَنِسْنا بكم ، وقوم جياع ،فقالت :
ولُّو وجوهكم حتى أقضي ما أنتم له أهل .
ففعلنا وجلسنا على فراش ألقتُه لنا ، واذا ببعير مُقبل وعليه راكب ، واذابها تقول : أسال الله بركة المُقبل ، أما البعير
فبعير ولدي وأما راكبه فليس بولدي .
فجاء الراكب فقال : يا أم عقيل السلام عليكِ ، أعظم الله أجرك في عقيل ! فقالت : ويحك أوقد مات عقيل ؟قال : نعم
قالت : ماسبب موته ؟ قال : ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر .
فقالت : انزل ،ودفعت له كبشاً ونحن مدهوشون ، فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام ،فجعلنا نتعجب من صبرها .
فلما فرغنا ،قالت : هل فيكم أحداً يحسن من كتاب الله عزوجل شيئاً. قلنا :نعم ،قالت : فاقرؤوا علي آيات أتعزى بها
عن ابني ،قال :قلت: (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون).
قالت :آلله انها لفي كتاب الله؟قلت :والله انها لفي كتاب الله ، قالت : انا لله وانا اليه راجعون ،صبراًجميلاً وعند الله
أحتسب عقيلاً.....
اللهم اني فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ماوعدتني ،ولوبقي أحداً لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته .قال :
فخرجنا ونحن نقول: ما أكمل منها ولا أجزل ،لما علمت أن الموت لامدفع ولامحيص عنه ، وأن الجزع لايجدي نفعاً ،وأن
البكاء لايرد هالكاً ،رجعت الى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم ،فاحتسبت ابنها لله عزوجل ذخيرة نافعة
ليوم الفقر والفاقة
مانحتاجه نحن هو أن نفعل كما فعلت أم عقيل
الصبر الجميل برضا دونما تضجر.....
ولامانع الفضفضة دونما اعتراض ع قضائه
نحتسب عند الله المصيبة .....
فيامن تأخرت عن الزواج
ويامن أجهضت حملاً
ويامن تأخرت فيه
ويامن أبتليت بمرضاً
ويامن أبتليت في ولداً أوزوجاً
ويامن فقدتِ أحبة في الحياة أو الممات ..
ما أجمل الرضا بقضاء الله بكشف محن المصاب وكرباته ....
ولا ننسى قول الرب تبارك وتعالى[[ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم]]
سلامي وودي للجميع..’’
المفضلات