بغض النظر عن نتائج الاقتراع في ثاني تجربة حديثة للانتخابات البلدية، أمس، إلا أن المؤشرات العامة تتسم بالإيجاب بكل تأكيد، خاصة في ظل الحرص الرسمي والشعبي على إنجاح التجربة، فما بالنا باتساع دائرة المشاركة والتصويت، وشمولها للعنصر النسائي حسب القرار الملكي الأخير، والذي ستشارك المرأة بشكل كامل وفعال اعتباراً من الدورة الانتخابية المقبلة.
تجربة الأمس، عزّزت شعور المشاركة والوعي، لدى فئات عديدة، إذا أخذنا في الاعتبار، وكما قالت الإحصائيات حرص فئة الشباب على التسجيل والتصويت (إذ أن قرابة 52 بالمائة من الناخبين في المرحلة العمرية من 21 إلى 41 عاماً) ما يعني الاطمئنان إلى المستقبل بشكل كبير، وانتهاء فترة يمكن اعتبارها ركوداً أو عزوفاً من الفكر الشبابي بالذات عن المشاركة، لعوامل عديدة ليس هذا مجال حصرها أو تعدادها.
ولنتصور مثلاً، طبيعة المشهد باكتمال المشاركة النسوية التي لا نشك أبداً في أنها ستكون بالون اختبار لقدرة بنت الوطن على وضع بصماتها، التي نعترف بأنه تم تجاهلها كثيراً أو «تهميشها» كما قال قائد المسيرة النهضوية الحديثة عبد الله بن عبد العزيز، في كلماته أمام مجلس الشورى الأحد الماضي.
نعتقد واثقين، أن حدة المناقسة لإثبات الذات، ستحتدم، ونجزم أكثر أن هذا التنافس سينهي عقوداً كثيرة من العزوف أو عدم الثقة في العملية برمتها، ولكن نجاح التجربة الماضية ربما كان سببا مباشراً انعكست آثاره على التجربة الراهنة التي ستفرز بلا شك، أعضاء منتخبين قادرين على الاستفادة من السلبيات السابقة وتلافيها، وتحسين الإيجابيات وتطويرها، وصولاً إلى الأداء الأفضل.. وهذا هو المطلوب تحديداً في هذه المرحلة.
الواقع الاجتماعي السعودي، يعيش ربيعاً غير محدود، ويشارك فيه ويتفاعل معه جميع أبناء وبنات الوطن، وكلنا نلمس بوضوح القرارات الملكية المتتالية من الأب القائد، والتي تحرص دوماً على إشراك المواطن في كل ما يخص الوطن، سواء بغرس أشجار الخير، لتعم كافة الأرجاء والمناطق والمحافظات والمدن والقرى والهجر، أو من حيث قطف ثمارها لتشمل جميع الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.
علينا ان ندرك أننا أمام اختبار وطني حاسم، وفي لحظة مهمة من لحظات مسيرتنا التنموية، وعلينا أن نفهم أن توابع المرحلة ذاتها هي اختبار لمصداقيتنا في الفكر أو القول أو العمل، الانتخابات بحد ذاتها تجربة نتعلم منها، وما تفرزه بالطبع سيكون نتاجا منطقيا لخياراتنا واختياراتنا، وبالتالي قدرتنا على التفاعل والتجاوب مع كل المقدرات الوطنية، فاز من فاز، أو خسر من خسر، لأن الوطن هو الفائز الأول في النهاية.
المفضلات