منذ لحظة ليست بالبعيدة ..في ليلة شتوية بسماواتها الرمادية ..
أمسك معطفه وجر حقيبته المشاكسة لأجواء الصمت ..
نحو أحضانها بكل زيف ..
فراشات المساء تتراقص برومانسية على خصلات شعرها المنسدلة على كتفيها ..
بريق الحب يضيء من عينيها ..تنهـــدت واستنشقت عبيره ..
سبحت بخيالها في أحضانه ..
هنيهات حتى انسحب بهدوء محدثا ضجة بقلبها ..
معلقا قبلة على شفتيها ..
لاح بخطواته نحو الباب ملوحا لها بغياب عائد ..
وهلم جرا لنشوة حبه الجديد .. اختفى صوت وقع أقدامه ..
لم يتبقى سوى نمنمات طيفه لتقتفى ..
انطفأ سراج عيون الأزهار ..
هبت عاصفة ثلجية حتى اخفت ملامح الوداع ..
وبقت هي مكبلة بقيود الصمت .. فالمشهد ألجمها ..
ألم لن تأمل الإنعتاق منه فرحا .. تراءى لها قبلة الوداع ..
توهج الدمع في عينيها .. غصة تخنق روحها ..
بدأ القمر يبكي من فوق الغيوم بعين سجوم ..
اكتوى الليل يئن من الحزن ..
سواد كالح ارتسم على أجنحة عصافير المساء البيضاء ..
وبدأ ندى الذكريات يتناثر بالأفق البعيد ..توصد الباب أمام الربيع ..
تعارك الموت والحياة في نبضات قلبها المتهالكة ..
هنيهات حتى تنغمض عينيها ويقتطف الموت أنفاس العشق من بين أحضان ليل بائس ..
على صوت موسيقى الوداع ..
..كانت قبلة الوداع..
المفضلات