عمان - طارق الحميدي- «لم يتحرج من إيقاف سيارته وسط الرصيف بل نزل منها دون أن يفكر للحظة كيف يمكن للمشاة ان يسيروا على الشارع المكتظ دائما بالسيارات.
«وين أمشي السيارة واقفة بنص الرصيف وما في محل أمشي»،يقول الحاج محمد طويلة لرقيب السير الذي حاول مساعدته بينما كان يسير وسط الشارع.
لمواجهة عتب الشرطي، يبرر الحاج طويلة سلوكه هذا بسبب توقف سيارة على الرصيف منعته من أكمال مسيره في المكان المخصص للمشاة.
يلاحظ توقف السيارات في أماكن مختلفة على الرصيف وفي الشوارع الصغيرة والضيقة التي لا يتوفر على جوانبها إمكانية التوقف،ما يثير شكوى مواطنين يضطرون للنزول إلى الشارع والمخاطرة من خلال السير بين السيارات.
محمد أبو طالب صاحب محل تجاري في جبل عمان يشير الى معاناته سنوات طويلة من هذه السلوكيات خصوصا في الشارع الذي يقع فيه المحل التجاري الخاص به والذي بالكاد يتسع لسيارة واحدة وهو شارع باتجاه واحد.
يقول ابو طالب، وهو صاحب محل كلف وأصواف، لقد كنت أضع الحواجز دائما على بوابة المحل وفي محيطه لمنع السيارات من التوقف على الرصيف بسبب ضيق الشارع، الا أن هذا لم يكن حلا رادعا للمشكلة خصوصا وأن زبائن محلي من السيدات كبار السن ومن الصعب عليهم المسير في وسط الشارع.
وبين أنه في النهاية اضطر إلى رفع الرصيف ووضع حواف طوبية مرتفعة له وعلى نفقته هو وجيرانه من أجل الحد من هذه المشكلة، مبينا أن السيارات انتقلت إلى الجانب الأخر من الرصيف وأصبحت توقف سياراتها عليه وأن أصحاب المنازل في الجهة المقابلة بدأوا يفكرون في رفع الرصيف كما فعل هو.
في المقابل يرى سائقون وأصحاب سيارات أن هناك كثيرا من الأماكن في العاصمة خصوص االأماكن القديمة وذات الشوارع الضيقة لا يوجد فيها متسع لإيقاف السيارات وأنهم يضطرون لإيقاف سياراتهم على الرصيف لعدم توفر البديل.
وقال سائق كان يوقف سيارته على رصيف بينما كان في المسجد لأداء صلاة الظهر بعد نقاش حاد مع صاحب المنزل الملاصق للسيارة « ما في مكان وأنا مش مطول كلها 10 دقايق وبرجع وين أروح فيها».
ولم تفلح محاولات إقناعه بأن سلوكه خاطئ ومخالف للقوانين، وانتهى النقاش قبل أن يقتنع أنه أقدم على سلوك خاطئ.
مديرية السير المركزية تؤكد أنها مخالفة واضحة وأنهم يضطرون إلى سحب السيارة المتوقفه بشكل خاطئ في بعض الأحوال إذا ما كانت في منطقة حساسة وخطيرة وتقع في شارع رئيسي.
وبين رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية السير المركزية الرائد معن الخصاونة أن هذه الظاهرة موجودة إلا أن كوادر المديرية تسعى دائما لمحاربتها وإيقافها والحد منها.
وأشار الخصاونة الى أن مديرية السير تعمل وبالتنسيق مع الجهات المختصة مثل أمانة عمان ووزارة البلديات من أجل وقف هذه السلوكيات التي اعتبر أنها تشكل خطرا على المشاة خصوصا في مناطق تشهد حركة سير نشطة.
كما أنها تسبب ارباكا في الشوارع بسبب منافسة المشاة من قبل سيارات الرصيف وبالتالي حدوث أزمات واختناقات تتسبب بالحوادث في كثير من الأحيان.
المفضلات