عمان - احمد النسور -يترافق مع الموجة القطبية الباردة التي عبرت المملكة امس بقاء الطقس باردا بالليل وفي ساعات الصباح وتشكل الصقيع بسبب تدني درجة الحرارة الى (5 درجات دون الصفر) وفق ما ذكرت نشرات الطقس الصادرة عن الارصاد الجوية.
وتجنبا لمضاعفات شديدة برودة الطقس في مثل هذا الوقت من السنة، حذر استشاري الامراض الجلدية الدكتور ابراهيم مسك من التعرض للبرودة الشديدة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض «عضة الصقيع» والتي تحدث عندما تتجمد المناطق المكشوفة من الجلد الذي لا تتم تغطيته اوحمايته بدرجة كافية بفعل بلورات الثلج المتكونة في الأنسجة.
وقال إن أكثر المناطق تعرضاً لعضة الصقيع هي الأذنان والأنف والوجه وأصابع اليدين والقدمين والذين لديهم صلع ولا يغطون روؤسهم في مثل تلك الاجواء.
وبحسب نشرة دائرة الارصاد الجوية فإن الطقس خلال الايام الثلاث المقبلة سيكون باردا نهارا وليلا ويطرأ انخفاض على درجات الحرارة ويكون الطقس باردا و سقوط امطار وسوف تصل درجات الحرارة خلال الأيام الثلاثة الى ما دون الصفر بما فيها مرتفعات عمان الغربية.
ودعا الدكتور مسك المواطنين متابعة نشرات احوال الطقس يوميا وتجنب الخروج بالليل تحديدا الذي يشهد اشتداد البرودة وحذر من «عضة الصقيع» وهو ما يحدث نتيجة الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة والذي تصاب به الأطراف والأنف والأذن بحيث يصبح الجلد وما تحته من أنسجة باهت اللون، عديم الإحساس وبالتدريج يموت الجلد وما تحته من أنسجة وقد يصل تأثير ذلك إلى العضلات.
واوضح انه عند اشتداد البرودة كما هو هذه الأيام تنخفض درجة حرارة الجسم الداخلية عن 35 درجة مئوية وتصبح قاتلة في أحوال كثيرة عندما تنخفض عن32 درجة مئوية وقد يحدث انخفاض درجة حرارة جسم الإنسان داخل المنازل عندما لا تكون هناك تدفئة جيدة أو ملابس ملائمة تحمي الفرد من شدة البرودة وأيضاً في حال وجود فقر في التغذية.
وحذر من تناول العقاقير التي تساعد على انخفاض درجة حرارة الجسم مثل المنومات وطلب من مرضى انخفاض إفراز الغدة الدرقية الوقاية في مثل تلك الاجواء، مشيرا إلى انهم الاكثر تأثراً بالبرد وانخفاض درجة الحرارة بالإضافة إلى كبار السن وذلك لانخفاض قدرتهم على الإحساس بالبرد وضآلة الطبقة الدهنية العازلة للبرد في أجسامهم بالإضافة إلى الأطفال الصغار وحديثي الولادة.
وشدد على توخي الحذر من العوامل التي تزيد من التأثر بالبرد مثل وجود البلل مع الريح الباردة بالإضافة إلى التعب الجسماني الشديد والملابس غير الكافية، وأيضاً الغمر بالماء البارد فإنه قد يحدث انخفاضاً شديداً في درجة حرارة الجسم بعد عدة ساعات من الغمر في ماء درجة حرارته بين 15-20 درجة مئوية حتى إنه تحت 12 درجة مئوية تفقد أطراف المريض الإحساس ويصاب بالشلل.
وحول البرد القارس وكيف يكون سبباً لوفاة الشخص قال استشاري الامراض النسائية في وزارة الصحة الدكتور جهاد سمور انة عند حدوث البرد الشديد يتأثر وعي الشخص وبصيرته ويفقد الحكم على الأشياء ومنها الدراية بالبرد فينخفض لديه ضغط الجسم ويضطرب التنفس وتتيبس العضلات وقد يغيب عن الوعي من ثم تحدث الوفاة نتيجة تأثر القلب.
وقال الدكتور مسك عند بدء حدوث الصقيع يكون الجلد أحمر اللون مؤلماً، ولكن مع تقدم الحالة يتحول لون الجلد إلى الأبيض ويصبح مظهره شمعياً في الحالات الشديدة يتحول إلى اللون الأزرق الرمادي أو الأسود و يكون بارداً وملمسه صلباً ويمكن للمصاب ان يفقد الأحساس في المناطق المتأثرة بهذه الحالة، آية منقطة أصيبت بعضة الصقيع و كانت مساحتها أكبرمن 3 سم، يجب عرضها على الطبيب.
ووفق الدكتور مسك فان علاج عضة الصقيع الشديدة يكون بتدفئة المنطقة المصابة، لكن لا تدفئ المنطقة المصابة بعضة الصقيع أو تذيب الثلج منها إذا كان ثمة احتمال لتكرر تعرضها للتجمد، واجعل المصاب يشعر بالراحة وعدم العبث بالجلد المصاب بعضة الصقيع أما علاج عضة الصقيع الطفيفة تغطِية المناطق المصابة ونقل الشخص إلى مكان دافئ وعدم تدليك المناطق المتأثرة بعضة الصقيع ووضعها في ماء فاتر إلى أن يبدأ الجلد في التحول إلى اللون الوردي ويعود الأحساس الطبيعي.
وقال الدكتور مسك من الطبيعي أن يشعر المصاب بالآلم في المناطق المصابة أثناء التدفئة، إذا لم تجد الماء، فلف المنطقة المضارة بملابس دافئة، وأجعلها مرتفعة فوق مستوى القلب لمنع التورم.
المفضلات