الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
مع نهاية عام 2010 واندلاع ما يعرف بالربيع العربي عقب اقدام بائع الخضار التونسي الشاب محمد بوعزيزة على حرق نفسه كشفت دولة قطر بزعامة اميرها حمد بن خليفة ال ثاني ورئيس وزرائه حمد بن جاسم عن انفسهم ليعلنا انهما يقفان مع الشعوب العربية في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا لتحقيق مطالب هذه الشعوب بضرورة تنحي حكامهم او اسقاطهم.
"الحمدين" بن خليفة وبن جاسم لم يتوقفا عن المطالبة بضرورة تنحي حسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وبشار الاسد عن الحكم في اوطانهم.
الشيخ حمد بن خليفة كان داعم رئيسي لكل مطالب بإسقاط اي نظام ليظن بانه في هذه الخطوة من الممكن ان يكسب رضا الولايات المتحدة الامريكية التي يستمد قوته منها من اليوم الاول من انقلابه على والده في 27 من حزيران من عام 1995 وحتى ما قبل عشرة ايام ، لكنه تجاهل ما فعله بوالده عندما اطاح به وتجاهل ان والده ايضا قد اطاح بابن عمه بعد استقلال قطر عام 1971 مما يعني ان المقولة التي تقول "كما تدين تدان" ستبقى تلاحقهم الى ان ينتهي حكم ال ثاني نهائيا في قطر او ان يأتي امر الله فيغير الحال.
الشيخ حمد بن خليفة ابلغ من الامريكان الذين فتح لهم ابواب قطر على مصراعيها وسهل لهم مهمة اسقاط بغداد عاصة الرشيد عام 2003 وحصارها من قبل واسقاط افغانستان من خلال قاعد السيلية والعديد في قطر حيث ابلغ بحسب الصحافة اللبنانية من قبل الامريكان بضرورة ترك السلطة و"الا".
"والا" كلمة مكونه من اربعة حروف لا يعرف معناها الا سمو الشيخ حمد بن خليفة وسمو الشيخ حمد بن جاسم كونهما على تواصل مع الأمريكيين واللوبي الصهيوني العالمي الذي دار معركة الربيع العربي واشرف على قتال الشعوب العربية وهو ما يعني ان اسقاط حمد بن خليفة ليس بالامر المستحيل بل اسهل بكثر من اسقاط اي نظام اخر لان الامريكان وقطر دفنا معا الوصفة السحرية لتأليب الشعوب العربية على الانظمة.
المفارقة أن حمد بن خليفة أمضى أكثر من عامين وهو ينادي بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد لكن الاخير تعهد له بان يكون نهاية حكم سمو الشيخ اقرب من نهاية حاكم سورية وهو ما تحقق اليوم فالمطالبة بالتنحي كانت بالأصل للأسد لكن تطبيقها جاء على الحاكم حمد بن خليفة ليصبح الامير القطري خامس زعيم عربي يتنحى عن الحكم كرها او طوعا خلال الربيع العربي لا بل وبسرعة في السقوط فاق سرعة سقوط اي زعيم عربي.
التنحي كان بالنسبة للقيادة القطرية لبشار الاسد لكن المصلحة الامريكية تطلبت ان تسرع في الخلاص من حمد بن خليفة قبل الخلاص من بشار الاسد او اي زعيم عربي اخر دون ان تتضح الاسباب التي دفعتها للإقدام على مثل هذه الخطوة.
اخيرا خطب بشار الاسد عدة خطابات وسبقه خطابات لزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وحسني مبارك ومعمر القذافي مع الاختلاف في لغة الخطاب بين مهدد ومتوعد واخر متوسل لكن الفرصة لم تمكن الشيخ حمد بن خليفة ولو لمرة واحدة من تقديم خطاب واحد سواء أكان خطاب تهديد او استعطاف فالتنحي قرار لا بد من تطبيقه بأسرع وقت وهو ما فعله حمد مع السماح له بالحديث للامة القطرية والبالغة "مليون نسمة بعد التنحي.
الثلاثاء 25حزيران من عام 2013يوم تاريخي جديد في زمن الانقلابات الناعمة بقطر لكن لون الانقلاب هذه المرة مختلف وعدد افراده اكثر فهو ناعم في زمن الخشونة العربية وابطاله حمد بن خليفة امير البلاد وحمد بن جاسم رئيس الوزراء عراب الاخوان وداعمهم الرئيسي في الوصول الى سدة الحكم بتونس ومصر ومحاولة ايصالهم في سوريا وبعض الدول العربية الاخرى.
المفضلات