في قضية مثل قضية حمزة الخطيب يكون الخط الدفاعي الاول لكل انسان طبيعي هو "عدم تصديق" بشاعة الفعل ، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عنه ، والبحث في اعماق النفس البشرية عن عذر مبرر والتمسك فيه حتى لو كان وهما ..
الطفل حمزة الخطيب من بلدة الجيزة التابعة لمحافظة درعا استشهد بتاريخ 29 نيسان الماضي عند خروجه مع مجموعة من المتظاهرين ، وسلم لذويه في 25 ايار 2011.
شاهدنا المشاهد المؤسفة كما شاهدها الملايين ، وبدءنا نتحرك باتجاه معرفة الحقيقة ماذا حصل وكيف حصل ...?
التوتر يسود الموقف وكل الاطراف ميالة الى توجيه الاتهام لطرف اخر ، في وضع ميداني معقد يبقى من الصعوبة ان يصل الانسان الى حقائق مطلقة.
ففي الوقت الذي قال أحد أقارب الفقيد على قناة فضائية أن "الطفل تعرض لتعذيب وتم قطع عضوه التناسلي، وكسرت رقبته، ولم يكن مصاباً بأي طلق ناري لحظة اعتقاله".
وأكد هذا القريب عند اتصاله بالمحطة الفضائية أن "الطفل تم اعتقاله مع عدد كبير من الناس عند مساكن صيدا، ولم يكن مصاباً لحظة اعتقاله بحسب ما أكد أهل القرية".
شهادة الطبيب الشرعي
نفى رئيس رابطة الأطباء الشرعيين في سورية الطبيب أكرم الشعار ذلك واخذنا منه تأكيدا بان "جثة الطفل الشهيد حمزة الخطيب من محافظة درعا لم تظهر عليها أية آثار تعذيب عند معاينتها، والمنطقة التناسلية كانت سليمة".
وعن حال الجثة لحظة معاينتها قال الشعار""كانت الجثة تعود لفتى بدين، معتدل الطول، حنطي البشرة، لا يوجد على بدنه أية آثار تعذيب، وظهرت على الجثة عدة إصابات بطلقات نارية تلخصت بمرمى ناري دخل وخرج في الثلث السفلي للعضد الأيسر، ثم دخل ثانية في صدر الجانب الأيسر وخرج خروجاً نهائياً من القص، وأصيب بطلقة نارية في الخاصرة العلوية اليمنى وخرجت من الصدر الخلفي السفلي الأيمن، وأيضاً طلقة ثالثة دخلت وخرجت في المستوى السفلي للعضد الأيمن".
ونوه الطبيب إلى أنه "لم يوجد على سطح الجثة أو عنقها أية آثار تعذيب من كدمات إصبعية أو سحجات أو جروح أو وخزات أو كسور أو خلوع أو أي علامة توحي بمقاومة أو تعذيب، والناحية التناسلية سليمة" لافتاً إلى أنه "لم يكن هناك أي كسر في الرقبة وتحريكها بسهولة في الفيديو الذي بثته المحطات الفضائية كان نتيجة لمرور عدة أسابيع على الوفاة".
وفيما يتعلق بلون الجثة البني المزرق أوضح الشعار"ما ظهر على الجثة في مقطع الفيديو هو مظاهر التفسخ الذي تحدث بعد الموت وتبدأ بالتدريج، وظهر على الجثة تغيرات جرثومية بسبب طول المدة بين الوفاة وتسليمها لذويها" مشيراً إلى أن أبرز مظاهر التفسخ "تغير لون البشرة حيث بدت بنية زرقة، وتفوح منها رائحة تفسخية نتنة، وتحصل فيها انسلاخات جلدية ويغدو الجلد لماعاً، وتنتفخ الأجفان والشفتين وهذا ما شوهد لدى المرحوم، والشبكة الوعائية بدت مزرقة مائلة للاسوداد".
ولفت الشعار إلى أن "الإصابات النارية التي تعرض لها الطفل كانت أثناء الحياة وكانت سبباً للوفاة.
وفيما يتعلق بطول المدة الزمنية بين استشهاد الطفل ولحظة تسليمه لذويه قال الشعار"المرحوم حضر مجهول الهوية وريثما اتخذت الإجراءات القضائية لمعرفة جثته، وتم التنسيق مع محافظ درعا والتعرف على هويته من خلال الصور التي التقطت له، وسلم بأوامر من السلطة القضائية لحظة التعرف على الجثمان".
لا يمكن الحصول على الصور
ولتوثيق هذا الكلام وتقديم دليلا ملموسا ،مع اهمية شهادة الشعار ، سألنا الطبيب عن امكانية الحصول على الصور من أجل عرضها في سيريانيوز فأجاب أن "الصور ليست بحوزته وهي موجودة في الإدارة السياسية للقوات المسلحة".
حاولنا بالطبع الوصول الى اهل حمزة لنقف على روايتهم ولكن ضمن امكانياتنا وصعوبة العمل الميداني في منطقة درعا لم نستطع الوصول بعد الى عائلته ..
القضية حولت الى لجان التحقيق .. وحمزة سيبقى حيا في ضمائرنا الى ان تكتشف الحقيقة
فاذا الموضوع لم ينتهي والملف لم يقفل ، والمطالبات التي اطلقها مجموعة من المحللين السياسيين السوريين على محطات فضائية بضرورة فتح تحقيق من أجل توضيح ملابسات القضية وكشف المتسبب بقتل الشهيد ، استجيب لها وتم الاعلان الثلاثاء على تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة.
ولا يسعنا الا ان ننتظر اعمالها والنتائج التي ستصل اليها ، وسيكون لنا دورنا ( وسائل الاعلام ) ، كما لكل محب ومخلص لبلده ، في الا نسمح بان تذهب هذه القضية ادراج النسيان وتموت بفعل التقادم ، فهي مثلها مثل الكثير من الجرائم البشعة التي وقعت بحق اهلنا ،في كل المواقع والمناطق، في الفترة الماضية واحيلت بدورها للتحقيق ، تسكن في ضمير السوريين الذين لم يعتادوا على قبول مثل هذه الافعال الغريبة في جسم مجتماعتهم ونحن واثقون بان هذه الافعال ستُحاصر وتلفظ خارجا مهما اتسعت الرقعة التي اصابها المرض.
ادارة التحرير – سيريانيوز
متابعة : نور عكة
المفضلات