مخاوف الاباء قد تحرم الصغار من الاستمتاع بحياتهم
انظر إلى اليمين.. انظر إلى اليسار.. ثم اليمين مرة أخرى قبل عبور الطريق : إنها قاعدة لعبور الطرق السريع فقدها جيل بأكمله من أطفال استراليا الذين يرون الشارع فقط من المقعد الخلفي للسيارة.
ويغرس الآباء شديدو القلق اعتقادا بداخل أطفالهم أن العالم الخارجي يتسم بخطر شديد بطبيعته حيث يترصدهم كبار في الشوارع لخطفهم وحيث تتأهب السيارات في مكان قريب لدهسهم.
وقال جيليان كالفير المفوض المسئول عن شئون الأطفال والشباب في نيو ساوث ويلز في مؤتمر في سيدني: ''يخبرنا الأطفال انهم لم يعد بإمكانهم ركوب دراجاتهم في الشوارع ''.
وتسبب الخوف من خطر الأغراب وحوادث المرور في عدم استمتاع الأطفال بالخبرات الأساسية في الحياة وبعض المتع البسيطة الاخرى. وأضاف كالفيرت: ''خلال السنوات العشر الماضية لاحظنا انخفاضا حقيقيا في معدل تمكن الأطفال من مغادرة منازل أسرهم والتحرك بحرية''.
والى جانب عبور الشارع هناك قائمة من الممنوعات بينها تسلق الأشجار وركوب الدراجات والخروج لقضاء المهام البسيطة.
وقالت خبيرة الطب الرياضي الاسترالية كارولين برودريك إن الأطفال المدللين يحرمون من الانشطة والتمرينات مضيفة أن 25 في المئة من الآباء لا يتركون أطفالهم يمارسون الأنشطة الرياضية خوفا عليهم من وقوع الإصابات.
وفي بعض المدارس فإن اللعب في فناء المدرسة يعد إثما في الوقت الحالي. كما تم إزالة الألعاب من الحدائق العامة بالإضافة إلى مواجهتها دعاوى لطلب تعويضات بسبب تعرض روادها لإصابات في التواء الكاحل أو الجروح أو الكدمات.
وأوضح المشاركون في المؤتمر أن الآباء اللذين يريدون حماية الاطفال من العالم حولهم هم أحد عوامل أزمة البدانة التي يعانيها أكثر من 30 % من الأطفال من الوزن الزائد كما أن 10 % منهم يعانون البدانة أي ثلاثة أضعاف المعدل المسجل منذ 10 أعوام.
المفضلات