أجبرتهم الظروف على التوقف عن الدراسة سعيا وراء لقمة العيش ، مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق فتعرضوا للعنف والقسوة والقمع والشقاء والحرمان ، انهم اطفال لم يعرفوا شئيا عن براءة الطفولة ، انطلقوا للعمل في ورش الرخام والمحاجر و"كراجات السيارات" والزراعة.
هناك في مواقع العمل لا يوجد اي رحمة للطفولة فلابد أن يدفع الطفل من كرامته وآدميته الكثير مقابل 3 أو4 دنانير يوميا.
وعلى الرغم من مدى قسوة الظاهرة وتزايد أعداد الاطفال المتضررين منها ، إلا أنه لا يوجد حتى الآن جهد رسمي منظم لمكافحتها أوللحد منها ، فأعداد الاطفال المنخرطين بسوق العمل يزداد يوميا ، والارقام الصادرة مؤخرا عن دائرة الاحصاءات العامة تشير الى أن عدد الاطفال العاملين في سوق العمل المحلي بلغ نحو32 الف طفل بينما تقدر جهات ذات علاقة أن عدد الاطفال بلغ نحو48 الف طفل عامل.
والى جانب ذلك فان الاحصائية أستثنت نحو 4 الآف طفل يعملون بمهنة التسول وهم مدرجون بسجلات وزارة التنمية الاجتماعية ، ولا تعترف وزارة العمل بحسب مصدر مطلع بتصنفيهم بعمالة أطفال.
ويعود ذلك لأختلاف وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية حول تحديد تعريف موحد لعمالة الاطفال ، فترى وزارة العمل أن عمالة الاطفال تقتصر على من يعمل من الاطفال نظير اجر وتستثني جراء ذلك أي مظهر لعمالة التسول.
وينتقل الاختلاف على تعريف عمالة الاطفال للمؤسسات والمنظمات الدولية ، أذ أستثنى برنامج لمكافحة عمل الاطفال تموله وزارة العمل الامريكية أدراج الاطفال المتسولين على قائمة خطة اعمالها وارجع القائمون على البرنامج أعتمد أستراتجية وزارة العمل بخصوص ذلك.
في المقابل فان نحو4 الاف طفل يعلمون بالتسول بمختلف "مظاهره"يعانون من ظروف عمل سيئة ولا يخضعون لرقابة وزارة العمل بالتفتيش على مواقع العمل ، أذ أنهم يلجأون للعمل تحت ظروف مختلفة أبرزها بيع"العلكة" والصحف على الاشارات الضوئية.
الفقر والتفكك الاسري
ورغم أختلاف الوزراتين في تعريف الظاهرة وتباين الدراسات والابحاث حولها الا أنهما اتفقتا حول جملة الاسباب الاقتصادية والاجتماعية المتشابكة التي أدت الى تزايدها وتمثلت بالفقر والتفكك الأسري والرغبة في العمل.
الى جانب ذلك فإن إحدى الدراسات دقت ناقوس الخطر ولكن من جانب مختلف إذ أشارت الى أن الاطفال العاملين يعانون حسب المهن ونوعيتها من أمراض الجهاز الهضمي والعصبي والتنفسي وامراض الغدد الصماء ونفص التغذية وفقر الدم الى جانب المصاعب النفسية والتى يسببها الموقف النفسي والاجتماعى المتعسر للأسرة والذى يدفع بالطفل للعمل.
ولفتت الدراسة الى أن هناك أنتهاكات وأعتداءات تصل الى حد العنف والقسوة الجسدية يتعرض لها الاطفال العاملون من قبل صاحب العمل أوزملائه الأكبر سناً فى نفس العمل ، ولدينا فى المجتمع العديد من الأمثلة على تلك الانتهاكات ، في المقابل فإن وزارة العمل تؤكد أن الظاهرة لا ترتقي لما يجري عالميا ، كالاتجار بالمخدرات والعمل الجبري وأعمال"الدعارة ".
وما بين تضارب المواقف الحكومي أزاء الظاهرة فان قلة المعلومات المتوفرة عن حجم عمالة الاطفال وأماكن تواجدها بمواقع العمل يحد من صرامة الاجراءات الوقائية المتخذة للحد من الظاهرة ، يضاف الى ذلك أن أغلب الاطفال يعملون في قطاعات مستثناة من تغطية قانون العمل ومفتشي العمل ، كقطاع الزراعة وعمل المنازل والمناطق الصناعية المؤهلة.
ويعزو مراقبون أنتشار الظاهرة لغياب التشريعات الرادعة لأصحاب العمل بتشغيل الاطفال ، فيما تؤكد مصادر العمل أن تعديلات قانون العمل ومشروع قانون الاتجار بالبشر ستحد من أنتشارها بطرق وقائية.
ويذهب أخرون الى أن مشروع قانون الطفل القابع بادراج مجلس النواب الذي ينص أحد بنوده على "حظر استخدام الاطفال في أي عمل غير مشروع ، بأي صورة كانت ، بما في ذلك انتاج المواد المخدرة والاتجار بها" يشكل مفتاحا سحريا للحد من أنتشار الظاهرة ومكافحتها بطرق قانونية.
وتضمن حزمة التعديلات المقترحة على تشريعات العمل تقليص عدد عمالة الاطفال وضبط أنتشارها بطرق وقائية تزيل كافة التجاوزات التي يرتكبها أصحاب العمل ومستغلي تشغيل الاطفال.
يشار الى أن نحو60% من الاطفال يحصلون على دخل أقل من دينارين يوميا ، فيما يحصل %20 منهم على أجر يقل عن الحد الادنى للاجور ، والبالغ 150 دينارا شهريا.
وتتركز هذه العمالة في 27,2% منهم في الزراعة والميكانيك والنجارة والتحريج 16و %منهم في التصنيع و3,5% منهم في الفنادق والمطاعم و0,5 % منهم في المناجم و0,5% في الكهرباء والغاز والمياه.
اشترك بخدمة زاد موبايل وكن أول من يعلم
ارسل كلمة sub zad الى زين 97978 أورنج 90205 أمنيه 90205 اكسبرس 90205
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع زاد الاردن' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشرأي تعليق يتضمن اساءة أوخروجاعن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار زاد الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
تعليقات القراء
1-
نتألم عندما نرى أطفالا في مقتبل العمر قد إختطفتهم الحياة من حضن الطفولة إلى الصعاب والمشقات ...
ما بعرف وين المسؤولين عنهم وعن أوضاعهم، لأنهم إلا ما يشوفوا ولو واحد منهم عند إشارة ضوئية !!!
شو اللي بيجبر طفل على العمل بأعمال شاقة لا تتناسب إطلاقا مع طبيعة جسمه وعمره !!
أكيد الأمرّ منه ..
05/27/2009 -02:36
أردنية حرة
2-
نرجوا من المعنين بالأمر حماية الأطفال من هذه الظاهره التي تحرمهم اجمل ايام عمرهم الطفولة البريئة والذكاء واللالعاب العفوية ، اعطوهم فرصة ليعيشو حياتهم الجميله ، ساعدوهم حتى لا يصبحوا مستقبلا حاقدين على حياتهم وفقرهم احموهم من التشرد والضياء .
05/27/2009 -08:23
ام محمد
3-
نرجوا من المعنين بالأمر حماية الأطفال من هذه الظاهره التي تحرمهم اجمل ايام عمرهم ، الطفولة البريئة ، الذكاء ، اللالعاب العفوية ، اعطوهم فرصة ليعيشو حياتهم الجميله ، ساعدوهم حتى لا يصبحوا مستقبلا حاقدين على حياتهم وفقرهم احموهم من التشرد والضياع .
05/27/2009 -08:25
ام محمد
4-
لي صديق يدرس معي في الكلية تصميم غرافيكي و له اخ يبلغ من العمر عش سنوات ذاك الطفل الصغير لم يكن يستوعب ما يشرحه له المعلمين بسبب المشاكل العائلية و تحت ضغط التهديدات من والده فقد الرغبة تماما في الدراسة و هو يعمل مع والده في محل حدادة...كنت في كل مرة اراه لا استطيع ان امسك نفسي من البكاء فهو يتوسل الي ان اقنع اباه بالرجوع للمدرسة...حتى اصبح الان طفلا مسترجلا يخاف ان يبكي فيضربه اباه و يخاف ان يمسك بدمية فيقال عنه طفل...من منا لا يحلم بأن رجع طفلا..!!!
05/27/2009 -08:39
/قصة حزينةمحمود ملص
5-
لا حول ولا قوة الإ بالله ... .
المفروض وزارة العمل و وزارة التنمية الإجتماعية ، وبالأخص صندوق المعونة يكونوا متابعين الموضوع ولما تنرفع الأسعار يرفعوا المعونة بحيث تتناسب مع الوضع الإقتصادي ... .
05/27/2009 -09:04
الملاك الصغير
6-
يجب ان ينظر بجديه الى موضوع عمالة الاطفال ان تزايد عمالة الاطفال ينعكس سلبيا على الوجه الحضارى للاردن ، ان عمل دراسة ميدانيه والنظر بظروف الاحوال المادية والاجتماعية لهؤلاء الاطفال واعداد برامج توعية للاسرة وللاطفال واصدار قوانين تمنع عمالة الاطفال فانه براى سوف يساعد على تقليص المشاكل الاجتماعية المتزايده ان العناية بالاطفال المعنوية والصحية والتعليمية سوف يخلق جيلا قويـا للاردننا الغالى .
05/27/2009 -10:24
نوال
7-
" وأذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت"
بحكوا عن حقوق الإنسان
شو هالذنب العظيم الي عملوا الاطفال
وين الانسانية؟؟؟؟؟؟؟؟
05/27/2009 -11:33
ابراهيم
8-
هذا وضع طبيعي نظرا للوضع الاقتصادي السيئ ما في طفوله وضاعت حقوق الطفل والبراءه الحل الوحيد انو نموت من الجوع!!!
05/27/2009 -11:39
هند الاردنيه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت البواشق
المفضلات