بعث رئيس حركة النهضة التونسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة راشد الغنوشي برسائل طمأنة إلى الداخل التونسي بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية يؤكد فيها أنه لايرغب في اقصاء أي طرف ويرغب في بناء دولة على أساس الوفاق، وشدد في خطاب يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول على أنه لن يتم التراجع عن الحقوق المكتسبة للمرأة، وأن حركته تطمح إلى تطبيق برنامج تنموي شامل بمساعدة الجميع.
وأوضح الغنوشي أن الاسلام والحداثة ينسجمان، وشكر الشعب التونسي على منحه الثقة لحركته وأكد أن الحركة مستمرة في "منهجها الاصلاحي الإسلامي التحديثي المبشر بعدالة الاسلام وديموقراطيته". وجدد تمسك النهضة بالحوار ونبذ العنف.
وجدد الغنوشي هدف بناء دولة على أساس الوفاق وبناء دولة الديموقراطية على صعيد الحكم وصوغ الدستور. وأكد أن حركته منفتحة على جميع القوى من أجل بناء النظام الديموقراطي، وصوغ الدستور، ودعا إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني على أساس الوفاق.
وتعهد رئيس حركة النهضة بتحقيق تنمية شاملة متوازنة في كل تونس، وأشاد بدور المرأة في الثورة التونسية، وشدد على أن الحركة تسعى إلى تعزيز حضورها في المؤسسات القيادية للحركة والقوائم الانتخابية، وأنها لن تسمح بأي ارتداد عن مكاسب المرأة المحققة سابقاً، وأشار إلى أن 42 إمرأة من أصل 49 فائزة في الانتخابات الأخيرة تنتمي إلى حركة النهضة.
ودعا الغنوشي سكان سيدي بوزيد إلى الهدوء والمحافظة على الممتلكات العامة، وألمح إلى امكانية أن يكون أنصار حزب التجمع الحاكم سابقاً تقف وراء اشاعات أدت إلى اندلاع أحداث منطقة سيدي بوزيد، وجدد التزام الحزب بأن المنطقة سوف تحظى بأولوية في مشروعات التنمية، كما تعهد بمكافحة البطالة وايجاد فرص العيش الكريم للجميع في تونس.
وطمأن الغنوشي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وشدد على أن العلاقات ستظل متينة مع هذه البلدان، مع علاقات خاصة مع البلدان العربية وخصوصا المغاربية منها.
واعتبر الصحفي في جريدة "الشروق" التونسية رؤوف بالي في لقاء مع "روسيا اليوم" أنه من الطبيعي أن يرسل النهضة تطمينات إلى الأحزاب والحركات السياسية بانتظار الانتخابات التشريعية والرئاسية التي سوف تحدد فعلياً من سيحكم تونس. وأوضح أن الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد غير منطقية وأن اسقاط "العريضة الشعبية" لم يكن السبب الأساسي لتأجيج الاحتجاجات.
المفضلات