اليرموك - طارق الحميدي
وجها لوجه تقابل جبالها المكسوة بشجر الملول, هضبة الجولان الشاهقة لتعانق تلك الجبال نهر اليرموك الذي ينساب بألق في قاع الوادي ليضيف سحرا وروعة على المكان.
تفتح جبالها الخضراء نافذه الاردن لتطل على بحيرة طبريا التي تجاور الجولان, بينما تعانق حبات المطر أرضها لتكتمل الصورة وينضج مشهد الربيع الذي تفجر بين ثناياها ليكشف جانبا من أسرار طبيعة بلادنا الأخاذة.
محمية اليرموك التي تحاذي نهر اليرموك وتقابلها جبال الجولان, تقع اداريا في محافظة إربد وتمتد على مساحة 20 كم مربع تقريبا وتبدأ من قرية المخيبة مرورا بقرية بأم قيس وقرية المنصورة ثم ملكا فيما يحدها من الشمال من الشمال قريتا سحم وسمر.
المنسق الإداري للمحمية حسن حواتمه قال أن المحمية تهدف إلى صون غابات البلوط متساقط الأوراق ( الملول ) كونها تعد الموئل الرئيسي في منطقة المحمية والتي يعتمد عليها العديد من النباتات والحيوانات والطيور.
وأشار خلال جولة نظمتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مع الصحفيين في المحمية أن المحمية تهدف إلى نشر الوعي بين السكان المحيطين بالمحمية والزوار القادمين لها من مختلف المناطق بأهميتها كموئل طبيعي لعدد كبير من الكائنات الحية من أجل المحافظة على البيئة فيها.
وقال حواتمه أن المناخ في المحمية يقع ضمن مناخ شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يمتاز بالشتاء البارد وتصل نسبة الهطول السنوي فيها من 400-600 ملم.
وبين خلال جولة نظمتها الجمعية للصحفيين للتعرف على المحمية أن أعلى نقطة فيها تبلغ 500 متر فوق سطح البحر فيما تبلغ أخفض نقطة فيها 150-100 متر تحت سطح البحر.
وحول أهمية المحمية كموئل طبيعي لعدد كبير من الكائنات الحية قال حواتمه يوجد في المحمية قرابة 20 نوع من الثديات أهمها، ابن آوى والوبر, النمس، قط الأدغال والمفترسات بشكل عام. كما يوجد فيها 15 نوعا من الزواحف من أهمها الأفعى الفلسطينية.
وأضاف حواتمه يوجد أيضا في المحمية 58 نوعا من الطيور أي ما يعادل 14% من الطيور الموجودة في الأردن، ومن تلك الطيور الحمام المرقط ، الوروار ، العوسق ، الهدهد، الحجل والشنار, مضيفا أن محمية اليرموك هي أول محطة في هجرة الطيور داخل حدود المملكة ولهذا فهي لها أهمية خاصة في موضوع الطيور.
وعن الأنماط النباتية الموجودة فيها قال يوجد في المحمية 4 أنماط نباتية وهي نمط البحر الابيض المتوسط الغابوي، ونمط البحر الابيض المتوسط اللاغابوي, ونمط غابات الصنوبر الحلبي ونمط النبت المائي العذب.
وبين أن المسوحات أظهرت وجود 157 نوع من النباتات أهمها البلوط متساقط الأوراق والذي يعد الشجرة الوطنية للأردن والذي يغطي معظم مساحة المحمية 85% منها, بالإضافة إلى الصفصاف الابيض، البطم الأطلسي ،الدلب الشرقي، الأوركيد الأناضولي وأوركيد الفراشة ، الصنوبر الحلبي.
وقال أنه يتم العمل الآن على إنشاء مسار سياحي داخل المحمية لتنمية السياحة البيئية التي تحافظ على أهمية المكان مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من أبناء المجتمع المحلي لدراسة الأوضاع في المحمية.
وأضاف أن المسار السياحي الذي سيكون بطول 3.7 متر سيحيط بجبل من جبال المحمية مشيرا إلى أن المسار خضع لدراسات بيئية معمقة للحرص على عدم تأثيره على البيئة أو على وجود الكائنات الحجية فيها.
وعن أهم الصعوبات التي تواجه القائمين على المحمية بين أن الرعي الجائر المنتشر في المنطقة قد يشكل أكبرها ,إلا أنه كشف في الوقت ذاته عن مساعي الجمعية لتشكيل جمعية محلية من السكان المجاورين لتعريفهم بالطرق المستدامة للرعي ولتنظيم الدور أيضا.
وحول المنطقة الهامة بيئية فهي متلاصقة من المحمية في منطقة العشة، وذات اتصال مع الحدود الاردنية الواقعة على نهر اليرموك، بالقرب من قريتي سمر وسحم، حيث تبلغ مساحتها 26,5 كيلو متر، ويقطن فيها ما يقارب 200 نسمة، وفق حسن.
وتمتاز المنطقة بالنمط النبات المائي، إذ تضم ما يقارب 25 % أراضيها أشجار الملول، لذلك فإنها تمتاز بالطابع السياحي، على أن 65% منها ملكية خاصة لأفراد، وما تبقى منها إلى الحكومة.
وأشار حسن إلى أن قربها من التواجد العسكري شكل عائقا أما م الجمعية لادارتها مما دفع القائمين فيها على توقيع مذكرة تفاهم مع بلدية الشعلة لتتولى تلك المهمة، في وقت تم فيه تشكيل لجنة عليا خاصة لوضع استراتيجية اقتصادية اجتماعية لها.
وسيتم تنظيم السياحة في المنطقة، التي تستقبل 100 الف زائر سنويا، حيث تم الانتهاء من اعمال الصيانة فيها لتتناسب وطبيعتها.
وفي السياق ذاته، أعلن حسن عن بدء حملة مجموعة شعلى الاردن الكشفية، التي تضم ستون مشاركا، يعملون على نشر التوعية البيئية بين المجتمع المحلي وخاصة ما يتعلق بجمع النفايات وفرزها. ورغم ما تبذله الجمعية من جهود لحماية البيئة في تلك المناطق إلا أنها ما زالت تواجه مشكلات عدة تتمثل في تدمير الغطاء النباتي عبر تقطيع الاشجار، إلى جانب انجراف التربة.
المفضلات