كتبت – سهير بشناق- يعاني ابو محمد 50 عاما من ارتفاع في ضغط الدم اضافة الى اصابته بالسكري , وحصل على تقارير طبيية تؤهله للانتفاع بمعونة شهرية متكررة من صندوق المعونة الوطنية.
بينما ابو صلاح 55 عاما يطالب باعادة المعونة الشهرية المتكررة له بسبب عجزه الذي اشارت التقارير الطبية انه ( 75 ) % حيث تم ايقاف المعونة عنه منذ 3 سنوات في الوقت الذي يعتقد ابو صلاح ان عمل ابنه سبب في قطع المعونة عن اسرته.
تلك الحالتان نموذج لشكاوى مستمرة من قبل الاسر التي تتقاضى معونات شهرية متكررة من قبل صندوق المعونة , اذ ان ايقاف المعونات يعتبر قرارا حاسما في حياة اسر تستحق المعونة , فيما البعض لا يستحقها بسبب تغير ظروف الاسرة او عدم عجز رب الاسرة للدرجة التي تضعه ضمن قائمة المنتفعين من المعونات.
ويعتبر طالبو المعونة ان الاصابة بامراض مثل السكري والضغط هي جواز سفر يضعهم في قائمة المنتفعين من المعونات الشهرية المتكررة , ويلجأ المعانون من تلك الامراض الى الحصول « زورا» على تقارير طبية , وفئة اخرى من ذات تلك الامراض قطعت عنهم المعونة, يناضلون من اجل الحصول عليها , في الوقت الذي يعاني الالاف من المواطنين من هذه الامراض ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي.
القائمون على الصندوق يؤكدون بان هناك نسبة من طالبي المعونة لا يكونون عاجزين انما يعانون من امراض لا تعيقهم عن العمل انما يتخذونها « ذريعة « للحصول على المعونة.
وقالوا ان الصندوق يعتمد تقارير طبية صادرة عن اللجان الطبية التابعة لوزارة الصحة التي تؤكد او تنفي وجود عجز لدى طالب المعونة ففي حالة ورود العجز بالتقرير الطبي فان الصندوق وبناء على زيارات ميدانية للأسرة تدعم ما ورد بالتقرير فيعمل على تخصيص معونة شهرية متكررة.
ويؤكد الناطق الاعلامي في صندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة ان «الصندوق لا علاقة له بتقييم الحالة الصحية لطالبي المعونة الشهرية المتكررة مبينا ان الجهة المسؤولة عن ذلك اللجان الطبية لوزارة الصحة».
واضاف ان التقارير الطبية المرفقة مع طلب الحصول على معونة تشير في اغلب الحالات الى وجود عجز لرب الاسرة وعدم قدرته على العمل مشيرا الى ان العجز يعني عدم القدرة على العمل مما يتطلب تخصيص معونة شهرية متكررة تساعد رب الاسرة على تحمل مسؤولياته اتجاه افراد اسرته.
واكد ان مرضي السكري والضغط ليسا سببا لعدم عمل رب الاسرة او طالب المعونة الا في حالات استثنائية قد تؤدي هذه الامراض الى مضاعفات صحية تترك عجزا لدى المريض مما يعيقه عن العمل ويفقده قدرته على ممارسة حياته اليومية دون الانتفاع من المعونات.
وفي الوقت الذي يعمل به الصندوق على ضمان تحقيق العدالة في تخصيص المعونات فان بعض الاسر التي لا تزال تنتظر دورها في الحصول على معونات ترى بان هناك «مزاجية» يغلب عليها «الواسطة» في تعامل ادارات الصندوق في بعض المحافظات.
وقالت بعض الاسر «ننتظر تخصيص معونات شهرية متكررة منذ سنوات في الوقت الذي يتم به اقرار المعونة لاسر اخرى تقدمت بطلبات للحصول على معونة في غضون شهور قليلة».
واشاروا الى ان الزيارات الميدانية لفرق عمل الصندوق هي التي توصي في نهاية الامر الى ادارة الصندوق بتخصيص او رفض المعونة لذا علينا انتظار تلك الزيارات التي تحتاج ايضا الى «واسطة» لا نملكها.
وترى هذه الاسر ان عمل ابنائها يجعلهم يفقدون حقهم في الحصول على معونات شهرية متكررة يحتاجونها خاصة وان عمل الابناء في الغالب لا يكفي لسد احتياجات الاسرة الاساسية.
فيما يؤكد صوالحة ان الصندوق لا يقدم على قطع معونة عن اي اسرة يعمل الابن فيها انما يتم اقتطاع ما نسبته ( 25 ) % من راتب الابن العامل من قيمة المعونة الشهرية المخصصة للأسرة.
وقال ان الصندوق يدرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الاسر المنتفعة من الصندوق وان عمل ابن في الاسرة لا يغني عن المعونة التي تتلقاها الاسرة , مشيرا الى ان اقتطاع « 25 « % من قيمة ما يحصل عليه الابن من عمله هو اقتطاع عادل لحصول الاسرة على دخل اضافي على ما تتلقاه من معونة حيث ان هناك اسرا اخرى لا يوجد بها اي فرد يعمل وتحتاج الى معونة شهرية كاملة.
ويبقى الامر معلقا بين سعي الصندوق لزيادة قاعدة المنتفعين من المعونات الشهرية المتكررة ضمن اطار القانون واحيانا خارجه وللجوء اسر الى الحصول على تقارير طبية موثوقة او بالتحايل؟.
المفضلات