أم الوتاد - ريم الرواشدة - على مقربة من واد سحيق في ام الوتاد بالقرب من سد الكرامة، انهمك افراد من سلاح الهندسة الملكي وسط درجة حرارة مرتفعة في البحث عما من شأنه ان يجعل أداة البحث عن الالغام تصدر صوتا رنانا.
نظرات مدير سلاح الهندسة الملكي العميد الركن نايل الصرايرة تراقب المشهد
بعد ان تبين ان هنالك حركة للالغام المزروعة من اماكنها تحركت بواسطة فيضان النهر، ويتوقع أن بعضها استقر في نهر الاردن.
«في عام 1992 أحدثت الامطار الغزيرة فيضانا في نهر الاردن وارتفع منسوب المياه و امتد الى خارج حدود النهر لاكثر من 100 متر فغطت حقول الالغام و مناطق الزور كاملة»، يقول مدير العمليات في الهيئة الوطنية لازالة الالغام احمد الجراح.
ويضيف:»وصلت المياه الى المباني القريبة منه من ضمنها مزرعة اسماك في منطقة الشونة الشمالية، وغمرت المياه غرفة كانت مخصصة للمولد الكهربائي في المزرعة».
ويزيد: «بعد انحسار مياه النهر و محاولة العامل في المزرعة تفقد الغرفة داس بطريق الخطأ على لغم أرضي جرفته مياه فيضان النهر لينفجر اللغم ما تسبب في بتر قدمه».
هذه الحادثة لفتت الانتباه الى ضرورة الكشف على تلك المناطق مرة اخرى و البحث عن الغام مفقودة، يقول الجراح موجها نظره لنحو 20 مشاركا في دورة تدريبية عالمية ثالثة لمدراء مشاريع الأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب.
يشير الجراح ، في حديثه للمشاركين «الكرة في ملعبكم الان لنضع خطة محكمة للعثور على الالغام المفقودة في هذه المنطقة».
تعقد فعاليات الدورة التدريبية لأول مرة خارج الولايات المتحدة الامريكية وهي في أسبوعها الرابع الاخير، وتنظمها الهيئة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل بدعم و تمويل من وزارة الخارجية الامريكية،بمشاركة من خمس عشرة دولة من آسيا وأفريقيا هي الثالثة منذ عام 2009.
يقول الجراح» فضلنا أن يكون التطبيق عمليا على محاور الورشة وهي دراسة حالة على ارض الواقع للمشاركين على كيفية التخطيط لازالة الالغام».
يضيف أنه بعد أن انتهت عملية إزالة الألغام في وادي الاردن عام 1998 أظهرت السجلات الموجودة لدينا «وجود ألغام مفقودة لم يتم إزالتها بعد ...وحادثة مزرعة الاسماك اثبتت ذلك.
«فكانت الجهود الأردنية البدء في مشروع جديد للبحث والتفتيش عن الألغام المفقودة للوصول الى درجة عالية من الامان في اراض تتوزع ملكيتها ما بين الدولة و الافراد».
وفقدت هذه الالغام نتيجة عوامل طبيعية بفعل قربها من نهر الاردن فتحركت من مواضعها وللبحث عنها تم الاعتماد على الحقول القديمة كنقطة مرجعية للبحث خارج منطقة الحقول التي من المحتمل ان تكون الألغام جرفت إليها و استقرت فيها.
تحولت الاراضي التي تم تطهيرها من الالغام الان الى مزارع نخيل تصدر تمورها الى كافة مناطق العالم وتطمح المملكة لإعلان خلوها من الألغام بحلول منتصف عام 201، بحسب عاملين في الهيئة.
مشروع التحقق من الالغام الذي ينفذ على طول وادي الاردن من سد الوحدة شمالا وحتى العقبة جنوبا ممول من الولايات المتحدة الامريكية، بلجيكا و المانيا وهي منطقة ما زالت تنتشر فيها الالغام الارضية و يطال اذاها المدنيين وتعرقل تنمية مساحات واسعة من الاراضي والمشروع ويستهدف المشروع أكثر من 12.5 مليون متر مربع و 30 مجتمع محلي في وادي الاردن.
المملكة على مقربة من الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد لإزالة جميع الألغام الأرضية من أراضيها، ويبذل الامير مرعد بن رعد زيد الحسين جهودا دولية لتوجيه الانظار نحو المملكة لان تصبح مركزا اقليميا للتدريب لتبادل المعرفة والخبرات مع الدول الاخرى التي تكافح مع العبء الثقيل لإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب.
وعقدت الهيئة بدعم من وزارة الخارجية الامريكية اول دورة في مجال ادارة أعمال الالغام في حرم جامعة الامم المتحدة في عام 2009 وكانت هذه الدورة هي الأولى من نوعها في الشرق واقيمت الدورة التدريبية الثانية للمتفجرات من مخلفات الحرب في أيلول 2010 لمجموعة أخرى من المشاركين.
ويقول بهمن عثمان كاكه سعدالله، مشارك في الدورة من العراق، ان الدورة كانت فرصة مهمة له للتعرف على الخبرات الاردنية في إزالة الالغام، واتاحت زيارتنا الميدانية اليوم(أمس) لنهر الاردن الفرصة لوضع الخطط الميدانية لازالة الالغام في منطقة تتوزع فيها الالغام دون تنظيم».
ويضيف:»تعرفت من أصدقائي الذين شاركوا في الدورتين السابقتين على مشكلة الاردن في الالغام والتي هي الان في طور الانتهاء من الالغام التي زرعت من قبل الجانب الاسرائيلي وتكونت لدي صورة الان عن مستقبل هذه الارض و امكانية استثمارها مستقبلا بعد انتهاء مشكلة الالغام منها».
ينفذ مشروع التحقق من الألغام المفقودة في منطقة وادي الأردن بعد أن أتم سلاح الهندسة الملكي أعمال الإزالة في هذه المناطق في العام 2008، ويهدف المشروع الذي ينفذ بالشراكة بين الهيئة الوطنية لإزالة الألغام، وسلاح الهندسة الملكي إلى حصر كافة الألغام الأرضية المضادة للأفراد التي فقدت نتيجة للعوامل الطبيعية ضمن المنطقة.
المفضلات