قال دريد :
نصحتُ لعارض ٍوأصحابِ عارض ٍ*** ورهطِ بني السوداءِ والقومُ شُهَّدِّي
فقلتُ لهمْ ظـُنـُوا بألفي مُدَجَج ٍ*** سَراتـُهُمُ في الفارسيِّ المُسرَّدِ
فلما عصوني كنتُ منهم وقد أرَى *** غـَوَايَتـَهُم وأنني غيرُ مُهتدي
أمَرتُهُمُ أمري بمُنْعَرَج ِاللِوَى *** فلم يَسْتَبينوا النُصْحَ إلا ضُحى الغدِ
وهلْ أنا إلا مِنْ غـَزيَّة َإن غـَوَتْ *** غـَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غزيَّة ُأرْشُدِ
تنادوا فقالوا أرْدَتِ الخيلُ فارسًا *** فقلتُ أعبدُ اللهِ ذلكمُ الرَّدِي
فجئتُ إليه والرماحُ تَـنُوشُهُ *** كوَقع ِالصَّيَاصِي في النـَّسِيج ِالمُمَدَّدِ
وكنتُ كـَذَاتِ البَوِّ ريعَتْ فأقبلتْ *** إلى جَلـَدٍ مِنْ مَسْكِ سَقْبٍ مُقَدَدِ
فطاعنتُ عنهُ الخيلَ حتى تـَنَفـَسَتْ *** وحتى علاني حالِكُ اللـَّونِ أسودي
قتالَ امرئ آسَى أخاهُ بنفسِهِ *** ويعلمُ أنَّ المَرْءَ غيرُ مُخلـَّدِ
فإن يَكُ عبدُ اللهِ خلى مَكانهُ *** فما كانَ وَقـَّافــًّا ولا طائِشَ اليَدِ
ولا بَرِمًا إذا الرياحُ تناوَخـَتْ *** برطب ِالعِضاهِ والهَشِيم ِالمُعَضَّدِ
كميشُ الإزار ِخارجٌ نِصفُ ساقِهِ *** بعيدٌ من الآفاتِ طـَلاَّعُ أنـْجُدِ
قليلُ التشكي للمصيباتِ حافظ ٌ*** من اليوم ِأعقابَ الأحاديثِ في غَدِ
تراهُ خميصَ البَطن ِوالزادُ حاضِرٌ *** عَتيدٌ و يَغدُو في القميص ِالمُقَدَّدِ
وإن مَسَّهُ الإقواءُ والجَهْدُ زادَهُ *** سَماحا وإتلافا لما كان في اليدِ
صَبا ما صَبا حتى علا الشيبُ رأسَه ُ*** فلما عَلاهُ قال للباطِل ِابْعَدِ
وطيَّبَ نفسي أنني لم أقلْ لهُ *** كذبتَ ولم أبخلْ بما ملكتْ يدي
المفضلات