ملحق الثقافة
الأرض هي الأرض
عميقاً يسقطُ اللوز مضرجاً برحيلهِ
عميقاً ينام هنالك عندَ
التلال الرحيمة
بانتظار القيامة العظيمة!
سيعلم الجندي المتكئ على ظلالِ
البندقيةِ العمياء أن الفارقَ بين النومِ وبين الموت:
الـ ذاكرة
ذئبةُ الفينيقِ ستعوي في الرملِ وتأتي
رعباً ودماً يتفايضُ هولاً ومجاميع ومحض خراب
تلك نبوءة جمجمةٍ تتقدمُ نحو العنقِ
المثخنِ
كي تكمل ضجتنا في فراغ الآن
والآن
لتهوي سكينةُ هذا الليلِ تحزُّ
شرايين رضيعٍ في النسغِ اللين
هدأت حدقاتُ الجثةِ وتراخت أطراف المشهدِ
أثقلنا الرصاص والنعاس
سننام قليلاً يا أمي
...........
...........
فلتمطرْ ريحُ التاريخِ سموماً ولتجهش غيماتُ
الفجر علينا
فالأرض هي الأرضُ
مقابرَ أو جدران صخورٍ ومصاهيرَ، دروباً ومغاورَ
الأرض هي الأرضُ
رمادٌ كونيٌّ أو محرقة للكلس المتبلور في جلد الأجدادِ على وجه الأحفاد
ترابٌ يتناثر
ملحاً في كتّان الأرواحِ ووهماً يدفنه الفلاحون مع الطين اللزجِ
(ولا حول ولا قوة إلا بالله)
الأرض هي الأرض
ولا كوكبَ آخر يفصل بين القاتل والمقتولِ
هو أنا
أنا ما زلتُ
والآخرُ
ليس سوى الآخر
فليأتِ الطوفان إذنص
ولتتقدم قافلةُ الغزو إلى آخر ضلعٍ في متن كتاب الله
سنعبرها قدرية هذا السطر المكتوب علينا ونسير لجلجلة الصلبِ نمحي ونخط
ونمحى فيخطون
نجنحُ أو لا نجنحُ
نتقدم نتراجعُ نتوزع نتصارع، نتشظى نتفتتُ نتذرى فيها رملاً وأحافيرَ وما همّ الوقت علينا
فالأرض هي الأرض سنأخذها حقلاً أو مقبرةً، مدرسةً أو
نفقاً سجناً شجراً أو حجراً نقلعه إذا شئنا، نعبده إذا شئنا
نكدر صفو الساكن أو نكسر بلور المنقعوين بخمر النصر علينا
(والمغضوب عليهم)
فلتأتِ المذبحة الأخرى ولتأتِ المجزرة إلى صحن عشائنا الأخير
لحم الحكاية نحن، ورحم الأسطورةِ، فقراء المعرفةِ وشذّاذ الساحلِ
فطرُ الناسخ والمنسوخ
فليّنُ المتوسط، إسفنج التاريخِ الدموي، مجانينُ حضارة ما قبل التدوينِ
ولوثة ذهب الزيتِ
ودمع الملح على وجع الزيتون
نزفُ الشفوية نحنُ، لحنُ الفضةِ
ليلة فَضّ الليمون!
سرطانات الغنائية في دمنا
وحلمنا أطول من قامتنا
ولعنة التراثِ فينا إلى أبد
الآبدين
...........
الآن عادت الذكرياتُ إلى الصفر، وعاد التكوينُ الحجري لأول كهفٍ
والتأمت
جراح النائمين
الأرض هي الأرضُ
قيامتنا ستخذل هذا السيف
السابح في دمنا
الأرض هي الأرضُ
قيامتنا ستنجز مشروعَ
الهمجية والطين
ستنجز مشروع الهمجية والطين!
محمد صبيح
المفضلات