المشرف الأول على منتدى شبكة فلسطين للحوار التابعة لحماس يتطاول على الاردن
سرايا- كتب المحرر السياسي : ليست المرة الأولى التي تتطاول فيها حركة حماس ، عن غير حق ، على الأردن سياسة وموقفاً وموقعاً ومكانة، فقد سبق لها ولأعلامها وللقائمين عليه ، أن تجاوزوا حدودهم في المس بالصيغة الواقعية التي يمارسها الأردن مع حركة حماس ، فالأردن الواضح لا يجامل في سياسته ومواقفه لا مع خصومه ولا مع أصدقائه ، فسياسة التصادم والمناكفة ليست من التقاليد السياسية والدبلوماسية الأردنية وخاصة في الشأن الفلسطيني ، لأن كل ما يمس فلسطين سوءاً وسلباً ينعكس على الأمن الوطني الأردني ، ولذلك لا يضمر الأردن إلا الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني بمكوناته الثلاثة ، الجزء المتبقي في مناطق الإحتلال الأولى عام 1948 ، بتسهيل تأديتهم لفريضة الحج ومناسك العمرة ، وفتح جامعاته لأبنائهم .
والأردن البلد العربي الوحيد الذي فتح ولازال جامعاته لفلسطينيي 48 ، وسهل دخولهم للأردن بدون تعقيدات في الحصول على التأشيرة المسبقة كما تفعل باقي الدول العربية ، وللجزء الثاني في مناطق الإحتلال الثانية عام 1967 ، أي في الضفة والقدس والقطاع بإسناد نضالهم السياسي من أجل زوال الإحتلال ونيل الإستقلال ، وتقديم كافة أشكال الدعم وخاصة لأبناء غزة بالمستشفى الميداني ونقل وعلاج الحالات المستعصية إلى عمان ، وإرسال المواد والإحتياجات الضرورية عبر هيئة الإغاثة الهاشمية .
عمان لم تستقبل أياً من رموز الإنقلاب ، لإنها تتمسك بالشرعية الفلسطينية ، وليست إنحيازاً لفتح على حساب حماس ، بل لإنها تتمسك بالتقاليد المؤسسية ، شأنها في التعامل مع كل الأطراف العربية والدولية . أما الجزء الثالث فالأردن يتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين من موقعين ، من موقع التمسك بحقوقهم في العودة والتعويض ، ومن موقع التعامل معهم بحقوق المواطنة على قاعدة المعادلة التي يذكرنا بها رأس الدولة جلالة الملك عبد الله ، قاعدة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المكونات الأردنية الأربعة : أهل المدن والبادية والريف والمخيمات .
حماس ليست خصماً ولا عدواً للأردن من وجهة نظر المصالح الوطنية والأمنية الأردنية طالما لا تلعب في الأمن الوطني الأردني ، ولكننا كأردنيين ننظر بقلق لسلوك حماس ، كإمتداد لحركة الإخوان المسلمين ، ليس فقط أنها حسمت خلافاتها مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، بالحسم العسكري كما أسمته في 14/ حزيران 2007 ، وهي منذ ذلك الوقت لم تقدم مكسباً جديداً للشعب الفلسطيني ولم تحقق إنجازاً لا لنفسها ولا لمرجعيتها السياسية والفكرية والحزبية جماعة الإخوان المسلمين ، ولا لشعبها الفلسطيني ، بل زادت من معاناته وقدمت الأذى لسمعة وتضحيات قياداته ، ولهذا السبب نشعر بالقلق كأردنيين لمواصلة التعنت والإنقلاب وغياب الوحدة الفلسطينية وبقاء التشتت.
مقال ياسين عز الدين بعنوان " النظام الأردني وأكذوبة رفض التوطين " بما فيه من مغالطات وإساءة وذم بحق الأردن والأردنيين ، لن يدفعنا لتغيير مواقفنا وقناعاتنا ، بل سيضيف لوعينا والإصرار على التمسك بما نحن فيه ونؤمن إنه حق ، فالإختراق الإسرائيلي لمؤسسات حماس لم يبدأ بمصعب حسن يوسف ، ولن ينتهي فيه ، وإذا كان مصعب قد تطاول على والده المناضل حسن يوسف وإسرته وتراث شعبه وقيمه ، بوقاحة ، فهناك من تمادى وواصل تماديه على الأردن ، عن غير حق ، سوى توفير الأذى لنفسه وشعبه وأشقائه .
ياسين عز الدين المشرف على منتدى شبكة فلسطين للحوار التابعة للمركز الفلسطيني للإعلام ، الموقع الرسمي الإعلامي لحركة حماس ، وغيره لن تحرك شعرة في جسم أي أردني خوفاً أو قلقاً .
المفضلات