*** بــقـــايــا حــطـــــــــــــــــــــام ...... !!! ***
.. وسط الزحام ..
تلفتّ حولي
تُرى ما الذي جرى ؟!!
أين قلبي ؟!!
ما لي لا أحس نبضه
أتُراه توقف عن النبض
أم أن الدهر أفناه
و رماه هناك
على حافة الطريق
كي يلقاه من يلقاه
إما أن يحنّ عليه و يحمله
أو يقسو عليه
فيدُوسه
.. أو يمر عليه مرور الكرام ..
.. أين درب كنت قد مشيته ؟!! ..
و اليوم ولّى
أيُعقل أن أتوه عنه
و قد كان بالأمس دربي ؟!!
.. أين زفراتي ؟!! ..
ما بالي أراها تسكن أجوافا
غير جوْفي
و تتركني أختنق
و لا تبالي
أتُراني أنا من خنقتها ففرّت
.. أم أنها أبت في الحب قربي ؟!! ..
.. أين أزهار عمري ؟!! ..
لقد زرعتها بنفسي
زهرة
زهرة
.. زهرة بيضاء ..
أخفيت فيها
براءة حبي
و وهبتها نقاء لوني
.. و أخرى حمراء ..
لونتها بنار شوقي
و نسجت من دمي رداءً
طوّقتها به
و داريْت فيها بضع نبضاتٍ
خوفا من أن أفقدها
مع ما أفقدني إياه حزني
.. و أخرى ورديّة ..
حمّلتها سلامي
و بعض أحلامي
و نقشت على جدرانها
ببسمة أملٍ
أغلى الأماني
و منحتها مشاعري
و إحساس فنّي
.. و تلك صفراء ..
أغدقتها بكبريائي
و دفنت فيها خوفي
و أشلاء حيائي
و وزّعت فيها دفء همس
أغرق سماء كوْني
.. و أخرى بنفسجيّة ..
مزجت فيها زُرقَة أوردتي
بحُمرَة شراييني
و رميت داخلها أوهامي
و أنين وهْنِي
تلك أزهاري
و لكل واحدة منها
بُحت ببعض سرّي
لتحمله داخلها
و لا تنشره إلا أريجا
يفوح شذاه
فيحتار من يشُمّه
و هم لا يُدركون
أن بعضا منّي
قد احتواه عطري
.. أين اختفيْت يا أزهارا ..
تبدّلت دونها معالم لوحتي
و غدت لوحة بلا ألوان
باهتة
صامتة
لا روح تحييها
و لا دفء نبض
.. يمنحها الأمان ..
أتُراها أيدٍ قطفتك
أم أنك ذبلت
فابتلعتك الأرض
و غدوت ضربا
.. من ضروب النسيان ..
.. أين أنا ؟!! ..
.. و من أكون ؟!! ..
أكنت دمعة نزفتها العيون
أم كنت بسمة
أبت أن ترسمها
على الشفاه الظنون
أم كنت نبضة
أبت ألا تنبض
إلا في قلوب
لا تعرف أن تخون
.. أتعلمون من أكون ؟!! ..
أنا امرأة أحبّت
مزّق نحيبَها شوق اعتراها
ملأت اللهفة كأسها
غربت شمس دفئها
في ضحاها
جمّد أطرافها برد خوفها
فتكسّرت
و تبعثرت
و لمعت نجمة في سماء شاسعة
لا تعرف وصفها
و لا مداها
و حرقت نار لوعتها جسدها
فلم يبقَ منها إلا روحها
أما جسدها
لم يبقى منه
.. إلا الرماد ..
.. أنا امرأة تحطّمت في البعد ..
نعم
.. تلك أنا ..
حطام إمرأة
أو
.. بقايا حطام ..
منقوووووول
المفضلات