كتبت - ريم الرواشدة - دخل التزويد المائي في بعض مناطق العاصمة عمان، مرحلة الحرج، بفعل اعتداءات من قبل مواطنين على مصادر مائية تغذي العاصمة، خلخلت برنامج توزيع المياه الاسبوعي (كما وزمنا)، لتتحول سرقة مخصصات المواطنين المائية للاستثمار.
فالاعتداء على عدد من المصادر المائية الحيوية للعاصمة، لا لنقص او شح في ما يصل الطامعين بها من مياه للشرب، بل ليمتطوا صهوة الغنى السريع، عبر سرقة المياه، بهدف بيعها بأسعار مرتفعة للمواطنين اللاهثين وراء قطرة ماء يوم التزويد الاسبوعي، أو استخدام هذه المياه العذبة للزراعة.
قبل نحو شهر أو أكثر بقليل، كان الحديث عن أن شركة مياه الأردن (مياهنا) تضخ في الشبكات كميات كبيرة من المياه، لكن بالمقابل هنالك تزايد في شكوى المواطنين من عدم وصول المياه، وهذا ما يؤكده مصدر مطلع قال إن «ازدياد الشكاوى مرتبط باعتداءات واضحة و صريحة على مصادر مائية مزودة للعاصمة».
ولا تقتصر شكوى المواطنين من عدم وصول المياه وفق برنامج التوزيع، على منطقة دون أخرى، بل ظهرت مناطق جديدة جراء نقص كميات المياه الناتج عن تلك الاعتداءات، فالحال ذاته في الشميساني،جبل الزهور، الجندويل المرتفعة وغيرها من مناطق العاصمة.
يقول احد المواطنين من سكان جبل الزهور أنه «منذ أكثر من أربعة أسابيع تغير التزويد المائي. كنا نتزود بالمياه وفق برنامج التوزيع الأسبوعي يوم الثلاثاء، وهو يوم الدور، وكان في السابق لمدة 24 ساعة و أكثر، لكن الآن 6 ساعات فقط وكمية التزويد لا تصل إلى مترين مكعبين».
ويضيف «اتصلت بمركز شكاوى مياهنا نحو 10 مرات ووعدونا بزيادة ساعات الضخ، لكن ذلك لم يحصل، فانقطع ضخ المياه الضعيف مساء، دون زيادة المترين المكعبين».
تذمر ساكن الزهور هو حال العديدين من ساكني العاصمة الذين يحصلون على المياه اسبوعيا، لزمن قليل حده الاعلى 6 ساعات و ضخ ضعيف، لكن ما لا يعلمه معظم مشتركي العاصمة البالغ تعدادهم نحو نصف مليون مشترك أن هنالك من يعتدي على حصصهم المائية ،بسرقتها اولا و من ثم اعادة بيعها لهم.
ويقر الرئيس التنفيذي لشركة مياه الاردن (مياهنا) المهندس منير عويس «بتقلص زمن التزويد المائي الى 6 ساعات و ضعف قلة كميات المياه الواصلة»، ويقول» لدينا شكاوى من حجم التزويد المائي، لكن ليست أزمة مائية، فنحن ملتزمون التزاما اكيدا ببرنامج توزيع المياه».
ويضيف :»في بعض مناطق العاصمة،هنالك ارتفاع في شكاوى المشتركين من التزويد المائي، وهذا ناتج عن انخفاض كميات المياه الواردة للعاصمة من مصادر مائية، سببها اعتداءات بالسرقة على بعض الخطوط الرئيسية الناقلة للمياه الموجودة في جنوب عمان ووادي السير».
ويتابع :»مواطنون في مناطق جنوب عمان ووادي السير، يعتدون على الخطوط الرئيسية، الجارة للمياه من ابار السواقة والقطرانة و ابار الهيدان،بعمل وصلات غير مشروعة، قطرها ما بين 2 و 4 انش ،تضخ المياه الى برك،و من ثم تعبأ بصهاريج، و يتم بيعها للمواطنين او لري مزارع».
ويزيد :«سلطة المياه ومياهنا وحدهما لا يستطيعان ايقاف تلك الاستعمالات غير المشروعة، ومياهنا بمقدورها تعويض الكميات المسروقة من مصادر اخرى، بدلا من وقف تزويد المناطق المتضررة، إذ نضطر وحتى لا نوقف تزويد مناطق العاصمة التي تعتمد في تزويدها على تلك الابار، لتقليل وقت الضخ وبالتالي لا يحصل المشتركون على كامل احتياجاتهم المائية خصوصا في ظل المخصصات المائية المتاحة».
ووفق إحصائيات وزارة المياه والري- سلطة المياه - العام الماضي، فقد بلغ عدد الاعتداءات أكثر من 59 سرقة بين كابلات كهربائية ومحولات مشغلة لابار إضافة إلى أكثر من 300 اعتداء على الخطوط الرئيسة في المملكة والذي كان له الأثر الكبير في خلخلة نظام التوزيع المائي وعدم وصول المياه للمواطنين وقت الدور.
وانطلاقا من ان الامن المائي امن وطني، أخطر وزير المياه والري محمد النجار، وزير الداخلية غالب الزعبي في كتاب ارسله قبل ايام بالاعتداءات و الاستخدامات غير المشروعة، واثرها على برنامج توزيع المياه ، والمعاناة التي تسببها للمواطنين، مطالبا بلجنة مسح للكشف على مناطق السرقات.
في السابق، لم تثمر الحملات في وقف الاستعمالات غير المشروعة و التي تدخل تحت بند السرقات و الاعتداءات، وتنتشر انتشارا كبيرا في مختلف محافظات المملكة، بل انها ارتفعت في احصائيات لوزارة المياه و الري خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري، والان بات تاثيرها ملحوظا اكثر في العاصمة هذا الصيف الذي لم نصل ذروته بعد، و ما يثير الاستغراب ان المواطنين يشكون من التزويد المائي والجهات الرسمية على علم بالسبب لكن ما من متحرك لوقفها .
المفضلات