بث التلفزيون السوري، يوم السبت، اعترافات لأحد مثيري الشغب في ريف دمشق، والذي قام بتسليم نفسه إلى وزارة الداخلية للاستفادة من المهلة التي حددتها الوزارة لإعفائه من الملاحقة القانونية، حيث اعترف بقيامه بحرق وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق النار في الأحداث التي شهدتها سورية في الآونة الأخيرة.
وقال المدعو رامي موفق رضوان، وهو أحد أصحاب السوابق، ومن أهالي بلدة زملكا وعمره 28 عاما، إنه "تم توقيفي بجرائم مختلفة أمضيت عشر سنوات في سجن عدرا على إثرها، وبعد خروجي من السجن صدرت بحقي عدة برقيات بإلقاء القبض علي، وعندما بدأت المظاهرات شاركت فيها، وكان العديد من المتظاهرين يأتون من دوما وعربين وحرستا للمشاركة، وقمنا بالعديد من أعمال التخريب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة والشغب".
وأوضح رضوان أنه بعد فترة قام بمشاركة عدد من الأشخاص بإطلاق النار على شخص لأنه موال "للسلطة" بحسب وصفه، مضيفا أنه أطلق النار في الهواء بمشاركة عدد من الشباب الآخرين من على متن سيارة من طراز "سوزوكي" خلال تجوالهم في عدد من الحارات، وذلك من "تخويف الناس ودفعهم حتى يتظاهروا معنا"، على حد تعبيره.
وأردف أنه اجتمع بعد ذلك في مزرعة صديق له مع مجموعة من مثيري الشغب من أرباب السوابق بجرائم مختلفة من مخدرات وسرقة وسلب وغيرها، وتم التخطيط لما سيفعلونه في المظاهرات القادمة من فوضى وشغب، كما قاموا بحرق محل لشخص معين.
وتشهد مدن سورية من نحو الشهرين خروج مواطنين في مظاهرات بمناطق متفرقة وباعداد محدودة، بالاخص ايام الجمعة، بالخروج منذ ما يقارب الشهرين في المدن السورية، ترفع مطالب سياسية واخرى تتعلق بالحريات العامة، تطورت لاحقا للتضامن مع مناطق شهدت حوادث إطلاق نار واستشهد فيها العشرات.
وتعتبر هذه الاعترافات الأولى من نوعها لشاب من "المغرر بهم"، الذين قاموا بتسليم أنفسهم لوزارة الداخلية، يعترف بها بقيامه بأعمال شغب وتخريب وحرق وإطلاق نار.
في حين بث التلفزيون منذ أيام اعترافات لشاب ألقت قوى الأمن القبض عليه بسبب مشاركته في الأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية من خلال تزوير واختلاق القصص، إضافة إلى فبركة وقائع غير حقيقية، بحسب اعترافاته.
كما سبق أن بث التلفزيون السوري اعترافات لأفراد في مجموعات مسلحة تضمنت القيام بأعمال قتل وتخريب وحرق منشآت عامة في درعا واللاذقية.
ولفت رضوان إلى أنه عندما أعلنت وزارة الداخلية عن العفو عمن ارتكب جرائم إذا سلم نفسه ضمن المدة المحددة، قام بتسليم نفسه مع السلاح الذي استخدمه إلى القوى الأمنية بناء على طلب أمه وأخوته، قائلا لأن "الطريق الذي كنت أسير فيه هو طريق خاطئ".
وأعلنت وزارة الداخلية أن عدد الذين سلموا أنفسهم من المتورطين بأعمال شغب بلغ حتى اليوم 6131 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن.
وطلبت الداخلية في بلاغ سابق من المواطنين الذين "غرر بهم" لمبادرة إلى تسليم أنفسهم مشيرة إلى أنه سيتم إعفائهم من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم، ضمن الفترة من 2/5 وحتى 15/5 الجاري.
وعقب هذا البلاغ، بادر العديد من المواطنين ممن "غرر بهم" إلى تسليم أنفسهم، بحسب وزارة الداخلية.
وجاء هذا الإجراء "وفقا لما تقتضيه القوانين وحفاظا على حياة المواطنين وتعزيزا للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، التي يعمل أعداء الوطن على النيل منها بكل الوسائل"، وفقا لبلاغ الوزارة السابق.
سيريانيوز
المفضلات