بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" اغتسلوا يوم الجمعة و لو كأسا بدينار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 290 ) :
موضوع .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 104 ) من رواية الأزدي بسنده إلى ابن
حبان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال ابن
الجوزي : ابن حبان هو إبراهيم بن البحتري ساقط لا يحتج به .
قلت : هو إبراهيم بن البراء و قد سبق له حديث موضوع ( رقم 114 ) .
هذا و قد تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 26 ) فقال : قلت : له طريق آخر
أخرجه ابن عدي : حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا حفص بن عمر أبو إسماعيل الديلمي
.... عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا تعقب فاشل فإن حفص بن عمر هذا كذاب كما قال أبو حاتم فيما نقله
الذهبي في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و لهذا قال ابن عراق ( 248 /
2 ) فلا يصلح شاهدا ، و من الغرائب أن السيوطي أورد الحديث في " الجامع " من
رواية ابن عدي هذه ، و من رواية ابن أبي شيبة عن أبي هريرة موقوفا ، قال
المناوي : و هو شاهد للأول يعني المرفوع ، و به رد المصنف على ابن الجوزي جعله
الحديث موضوعا .
قلت : و هذا رد واه فإن الحديث إذا ثبت وضعه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فلا يفيده أن يرد موقوفا على بعض الصحابة إلا أن يكون من الأحاديث التي لا
تقال بالاجتهاد و الرأي فحينئذ يكون لها حكم المرفوع و ليس منها هذا الحديث كما
لا يخفى ، هذا و قد سقط من النسخة المطبوعة من " اللآليء " إسناد حديث ابن
أبي شيبة عن أبي هريرة فلم نتمكن من النظر في صحته و لو أنه موقوف ، ثم وقفت
على إسناده فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 20 / 2 ) : أنبأنا وكيع عن
ثور عن زياد النميري عن أبي هريرة قال : لأغتسلن يوم الجمعة و لو كأسا بدينار .
و هذا سند ضعيف ، زياد هو ابن عبد الله و هو ضعيف كما في " التقريب " ، ثم ساق
السيوطي موقوفا آخر على كعب ، و سنده ضعيف أيضا ، و بالجملة فالحديث موضوع
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ضعيف موقوفا ، و الله سبحانه و تعالى
أعلم .
و يغني عنه الأحاديث الصحيحة في الأمر بالغسل يوم الجمعة كقوله صلى الله عليه
وسلم : " غسل الجمعة واجب على كل محتلم " ، رواه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في
" الإرواء " ( رقم 143 ) ، و قد تساهل أكثر الناس بهذا الواجب يوم الجمعة فقل
من يغتسل منهم لهذا اليوم ، و من اغتسل فيه فإنما هو للنظافة ، لا لأنه من حق
الجمعة ، فالله المستعان .
المفضلات