قال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مايك مولن إن حركة طالبان بدأت تخسر مواقع في معاقلها التقليدية جنوب أفغانستان، ولكنه حذر من تعزيز تواجدها في المناطق الشمالية من البلاد. كما حذر في الوقت نفسه من وجود ملاذات آمنة في باكستان قال إنها تمكن مقاتلي القاعدة وغيرها من التنظيمات من شن هجمات.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مراجعة للإستراتجية الأميركية في أفغانستان وباكستان التي بينت تحقيق بعض التقدم، وقال إنه يمكن أن يتلاشى بسبب التحديات الكبرى التي لا تزال موجودة، وجدد فيها التأكيد على أن القوات الأميركية ستبدأ الانسحاب من أفغانستان في يوليو/تموز المقبل.
وقال مولن للصحفيين بأفغانستان التي يزورها لتفقد قوات بلاده إن من وصفهم بالمتمردين يخسرون مراكز ثقل سكانية ويلجؤون إلى مناطق نائية وصحراوية حيث يقل تأثيرهم، ولفت إلى أن إرسال قوات عسكرية أميركية إضافية العام الجاري ساهم بتحقيق تقدم ملحوظ في إقليمي قندهار وهلمند بجنوب أفغانستان.
غير أن المسؤول العسكري الأميركي اعترف بأن "الجنود الأميركيين يواجهون مقاومة قوية"، وقال إنه في الوقت الذي جرى فيه وقف قوة طالبان في الجنوب تتزايد وتيرتها في شمال البلاد.
وأشار إلى أنه قبل عامين اقتصر تواجد مسلحي طالبان في بعض المناطق فقط، وأعرب عن قلقه من انتشار هؤلاء في مناطق كبيرة من البلاد.
تصريحات مولن جاءت بعد ساعات من اعتبار حركة طالبان أن "ادعاءات" الرئيس الأميركي تحقيق تقدم في أفغانستان لا أساس لها من الصحة ومحاولة لرفع المعنويات.
وفي بيان مكتوب أرسل بالبريد الإلكتروني إلى العديد من وكالات الأنباء، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن السنوات التسع الأخيرة من الحرب في أفغانستان أثبتت أن زيادة عدد القوات لم يكن له أي تأثير ميداني.
الوضع بباكستان
وبخصوص باكستان، حث المسؤول العسكري الأميركي على تعزيز التعاون بينها وبين كابل، وقال إن الملاذات الآمنة في باكستان تستمر في منح القاعدة وغيرها ممن سماهم المتطرفين الفرصة للتدرب والحصول على تجهيزات، مشيرا إلى أنهم يستخدمون هذه الملاجئ لمواجهة القوات الأفغانية والأميركية.
وأكد أن القادة العسكريين في باكستان "يدركون الحاجة إلى التصرف ضد الإرهابيين"، مشيرا إلى أنهم تعهدوا بالقيام بذلك. وقال أيضا إنهم في إسلام آباد قادرون على غلق تلك الملاذات الآمنة.
كما أشاد بالجيش الباكستاني الذي قال إنه حقق ما وصفها إنجازات كبيرة في هذا المجال في السنتين الأخيرتين.
ويذكر أن مراجعة البيت الأبيض أشارت إلى الحاجة إلى تعديلات في الإستراتيجية بشأن باكستان، بما في ذلك "تنشيط العمل في مجال المساعدة على امتداد حدودها الغربية غير المنضبطة في إطار الجهود لكبح المتشددين الذين يدخلون أفغانستان عبر تلك الحدود لشن هجمات".
أفراد من القوات الدولية أثناء دورية في أفغانستان (رويترز-أرشيف)
وضع
وميدانيا في أفغانستان، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ضابطا فرنسيا لقي مصرعه الجمعة في أفغانستان في اشتباك مع مسلحين.
وأوضحت في بيان أن الضابط كان يخدم في فوج المهندسين الثاني وقتل في عملية في "وادي الحصى" شمال شرق كابل بنيران مسلحين بينما كان يقوم بمهمة استطلاع.
وبذلك يرتفع عدد الجنود الفرنسيين الذي سقطوا في أفغانستان منذ نهاية 2001 إلى 51 جنديا.
المصدر: وكالات
المفضلات