رصد ظهور لتنظيم القاعدة في قطاع غزة ... وتهديد بالإطاحة بحكم حركة حماس
السوسنة - الأراضي الفلسطينية - عبد الرحمن قدوره
في اتصال هاتفي بمراسل " السوسنة " قال جمال البيوك قائد احدى الفرق الموسيقية إنه وأعضاء فرقته لن يجازفوا بالعزف في قطاع غزة بعد الآن بعد أن هدد متشددون اسلاميون بقتلهم خلال حفل زفاف .
وكانوا قد انتهوا لتوهم من أحياء حفل شرقي خان يونس عندما اقتحمه متشددون مسلحون وأضرموا النيران في آلات موسيقية تقدر قيمتها بنحو 40 ألف دولار وأطلقوا الرصاص بين أرجل أعضاء الفرقة.
وقال البيوك لـ رويترز "قال مسلح لزميله.. لا تطلق النار بين الأرجل أطلق عليها."
وأضاف البيوك (49 عاما) في متجر بغزة حيث يصلح الآلات الموسيقية ويستأجر أنظمة صوت "قال لي مسلح آخر.. استعد للموت أيها الكافر الفاسق."
وتابع أن عدة مغنين وأعضاء فرق أخرين ضربوا على أيدي جهاديين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة يحرمون موسيقاهم وتوقع أن تحدث هجمات أخرى مع بدء فصل الصيف حيث يعقد السكان حفلات الزفاف وغيرها من الحفلات.
وتابع "أشعر بالخوف وغير متفائل لكنني سأواصل لأن هناك 20 أسرة تعيش من عملي."
ويأتي التهديد من الجهاديين السلفيين الذين تختلف أجندتهم بالجهاد العالمي ضد الغرب مع الأهداف القومية لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) والتي تنفي سعيها الى اقامة سلطة دينية في القطاع.
وبينما تعتبر اسرائيل حماس قوة عدائية أصولية خطيرة فانها لا تعتبر اسلامية بما يكفي في نظر جماعات متشددة صعدت هجماتها في قطاع غزة خلال الشهور الماضية مستهدفة قوات الأمن التابعة لحماس ومكاتبها.
وتتهم حماس هؤلاء بمهاجمة حفلات الزفاف والمواقع المسيحية ومقاهي الانترنت ومحلات تصفيف الشعر النسائية. وتنفي الجماعات هذه الاتهامات.
ويوم الأحد الماضي هاجم مسلحون ملثمون معسكرا صيفيا للأطفال تديره الأمم المتحدة بعد أن اتهم متشددون اسلاميون المنظمة الدولية باشاعة الفسق بين الشباب المسلم في غزة.
وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إن أجهزة الأمن انتهت من وضع خطة لتوفير الحماية الأمنية للأماكن العامة التي يتوجه اليها السكان للاستمتاع بالعطلات الصيفية ومن بينها المطاعم والشواطيء.
وأضاف أن عددا من المشتبه بهم احتجز بسبب الهجوم على معسكر الأمم المتحدة لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجماعات التي ينتمون اليها.
وعزا الغصين تراجع عدد الهجمات بقنابل في المنطقة لحملة أمنية لإلقاء القبض على أشخاص متورطين في احداث فوضى ولخطة تعليمية لإعادة التأهيل.
ويقول محللون ومسؤولون مناوئون إن الجماعات التي تستلهم نهج القاعدة تمثل تحديا صريحا لحكم حماس في غزة.
ويقولون إن حماس تحصد ما زرعته يداها إذ أن الكثيرين من الأعضاء الحاليين في الفصائل السلفية الجهادية كانوا يوما ما نشطاء مدربين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
ويقدر المحللون عدد المؤمنين بافكار القاعدة بالمئات أو الالاف. لكن الغصين يؤكد انهم لا يتعدون بضع عشرات.
ويرى المحلل السياسي طلال عوكل أن العدد آخذ في الزيادة نتيجة البيئة الإسلامية التي تشجعها حماس.
وأضاف "قد يكون لتنامي أعداد هذه الجماعات المتطرفة تأثير سلبي على حماس."
وينتقد السلفيون حماس لتوليها الحكم في المقام الأول. ويتهمون الحركة بالتخاذل في تطبيق الشريعة الإسلامية لصالح إقامة علاقات مع دول غربية يتهمونها بانها "صليبية وكافرة".
وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح ان من الواضح أن محاولة حماس تصوير نفسها بانها الحركة الاسلامية الحقيقية الوحيدة قد أتت بنتائج عكسية.
وأضاف "حماس قامت بتربية جيل من عناصرها على أن فتح وكل من هو ليس حماس هم علمانيون وكفرة وبالتالي حماس اليوم تعاني من التعبئة التحريضية التي قامت بها هي."
وتابع يقول "حماس اليوم تجد نفسها في ذات المكان.. هي تحكم بقوانين وضعية علمانية وغير ذلك فهي اليوم تقوم بمنع المقاومة ضد إسرائيل من قطاع غزة وهذا أدى إلى إحداث صدمة لدى عناصر (كتائب عز الدين) القسام (الجناح المسلح للحركة) الذين تركوا حماس وانضموا الى حركات إسلامية أكثر تشددا."
وقال الخبير الاسرائيلي في مكافحة الإرهاب بوعاز جانور إنه كلما زادت قوة هذه الجماعات كلما زاد تهديدها لحكم حماس وانه كلما زادت رغبة حماس في الحصول على الشرعية الدولية كلما زادت انتقادات هذه الجماعات.
وأضاف عبر الهاتف من إسرائيل "أن يكون هناك عنصر لا يلتزم بتوجيهات حماس وسياستها.. عنصر يؤيد الجهاد العالمي أمر يقوض مفاتحات حماس للمجتمع الدولي".
وقال عوكل إن حماس لن تسمح لهذه الجماعات أن تتجاوز الخطوط الحمراء.
وأضاف "رأينا جميعا كيف تدخلت حماس عسكريا وبقوة عندما تحدتها احدى الجماعات وحاولت إعلان امارة لها في غزة" مشيرا الى معركة قتل فيها 28 شخصا الى جانب ستة من شرطة حماس.
وقال جانور "اذا ما اعتبر أن حماس تغض الطرف عن هذه العناصر أو تتعاون معها سيلحق هذا بها خسائر فادحة".
المفضلات