وصف صحفيون سوريون للجزيرة نت تغطية الإعلام السوري للاحتجاجات المصرية المتواصلة بالحيادية والمواكبة للموقف الرسمي الذي عبرّ عنه الرئيس بشار الأسد نهاية الشهر الماضي لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقال الأسد للصحيفة الأميركية في معرض رده على سؤال حول أحداث مصر ".. إن الأمر لا يتعلق فقط بالاحتياجات وبالإصلاح لكنه يتعلق بالعقيدة والمعتقدات والقضية".
وتابع ".. عندما يكون هناك اختلاف بين سياسات الحكومات ومعتقدات الناس ومصالحهم سيؤدي ذلك إلى الفراغ الذي يخلق الاضطراب".
وخصصت الصحف مساحات واسعة على صدر صفحاتها الأولى للاحتجاجات في مصر، مع الميل إلى نقل الحدث كما تورده الوكالات ومحطات التلفزة.
ونشرت صحف (البعث) و( تشرين) و(الثورة) مقالات رأي بعد تطور الأحداث في مصر، ركزت بشكل خاص على انتقاد ما سمتها التدخلات التدخلات الأميركية والإسرائيلية دون تحديد دعمها للنظام أو المتظاهرين.
وقال شوكت أبو فخر الصحفي في (البعث) الناطقة بلسان الحزب الحاكم إن التغطيات الصحفية لأحداث مصر مالت إلى الحيادية استنادا إلى أن الموقف الرسمي لم ينحز إلى أي من طرفي المواجهة.
وأوضح للجزيرة نت أن التطور الميداني وتطورات الموقف الدولي فرضت على الصحف السورية وكذلك التلفزيون الرسمي التركيز على مواقف الشارع دون الانحياز لأحد. ورأى أن التغطية باتساعها الكبير تعد تطورا مهما في تعاطي الإعلام السوري مع حدث كبير بحجم الانتفاضة المصرية.
وتناولت افتتاحية البعث الصادرة اليوم ما سمته التدخل الأميركي والإسرائيلي في رغبات الشعب المصري. وكتبت ".. إن جماهير مصر التي عرفت بهدوئها وصبرها.. هي مثل نهرها العظيم: تبدو مستعدة لتحمل فوق منكبيها الجبال.. لكنها عندما تغضب وتثور فلا حدود ولا كوابح يمكن أن تقف أمامها".
وبدوره رأى رئيس تحرير موقع (سورية الغد) الإلكتروني مازن بلال أن التغطية الإعلامية بسوريا ركزت على تداعيات ما يجري بمصر على المنطقة ككل.
وقال للجزيرة نت إن السوريين مهتمون بخريطة المنطقة في حال نجاح الاحتجاجات، وإن الإعلاميين تجنبوا الدخول في تفاصيل الشأن الداخلي المصري واكتفوا بسرد الأحداث اليومية.
من بين الصحف مالت (الوطن) إلى لمتظاهرين المصريين (الجزيرة نت)
انحياز للشارع
وفي المقابل مالت صحيفة (الوطن) الخاصة بشكل واضح للشارع المصري ودعمه في مواجهة النظام، حيث أفردت صفحات لتغطية الحدث ودعمته بمقالات رأي يومية.
وقال رئيس قسم الأخبار في (الوطن) جانبلات شكاي إن صحيفته تعاملت مع الحدث بمهنية ودون أي ضغط.
وأضاف للجزيرة نت أن الإعلام الرسمي لا يستطيع أن يقفز على سقف الموقف الحكومي في أي مكان وليس في سوريا فقط.
وأردف قائلا إن الإعلام السوري رفع من سقف تعاطيه مع الحدث تبعا لظهور الموقف الرسمي الذي عبر عنه الرئيس الأسد لصحيفة وول ستريت جورنال.
المصدر: الجزيرة
المفضلات