الوجه: وجه عمّوريّة ..
والصوت: صوت امرأة تستغيث .. !
والسيف: سيف المعتصم ..!
والشاعر أبو تمام .. والنص يقول :
لبّيتَ صوتاً زبطريّاً هَرقْتَ له * كأسَ الكرى ورُضُابِ الخُرُّدِ العُرُبِ
المشهد الثاني :
الوجه : وجه أمريكا ..
والصوت: صوت امرأ تستغيث ..!
والسيف: صمت مطبق ..!
والشاعرة سارة الخنيزان تقول :
ناشدت أهل البر والإيثارِ * ناشدت أمة سيد الأبرارِ
وللحديث بقية :
.... قالوا بأن التاريخ يعيد نفسه .. فقلت كذبتم... التاريخ الآن يقتل نفسه ..!
وهل بقي للتاريخ عين ينظر بها .. أو روح يتنفس بها ..!! فكيف يعيد نفسه بعد ذلك ..؟!
لقد مللنا من الهراء .. ومن أحاديث الفلاسفة .. وهرطقات المناطقة .. واشتقنا إلى سيف المعتصم ..!
ويح أبي تمام كيف استطاع أن يجلدنا بسوط بائيته التي ما زالت أصداؤها تنبعث كل يوم من أجداثنا.. ومن قبورنا ... ومن صدورنا لتقول لنا أنتم السابقون واللاحقون بإذن الله ..!
صرخة عمورية تحولت من وسام شرف إلى وصمة عار على من بعدها حتى جاء عمر أبو ريشة ليجلدنا هو الآخر فيقول في محفل جمع أشباه المعتصم ولا معتصم :
رب وامعتصماه انطلقت * ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها * لم تلامس نخوة المعتصم
نعم .. لامست صرخة سارة ابنة نجد العروبة أسماعنا .. لكنها لم تلامس نخوة المعتصم ..
ألم تقل :
أنا بنتُ نجـدٍ بـورِكت وتهـللتْ * من أهـلها ذي السـادة الأخيـارِ
فأين نجد وساداتها .؟ وأين الحجاز وكبراؤها ..؟
للحديث شجون أخرى .. ومسافات لا تدركها المسافات .. وبحر لا يعرف غوره إلا من لطمته أمواجه الغدارة .. والغدر والمكر مركب دنيء ..
في كل يوم وعلى جدار صمتنا اللعين تجلدنا سارة بخناجر اللغة التي ننتمي لها زورا وبهتانا .. وتتفنن فتاه عربية مجيدة في صفّ طعنات الخناجر على صدورنا .. فنموت ونحيا.. ثم نموت ونحيا ثم نموت لنكتشف أننا ميتون .. وأنه .. ( .. ما لجرح بميت إيلامُ )
تقول سارة :
كشفوا عن الوجه الحيي غطاءه * وظهرتُ في الإعـلام دون ستـارِ
ولله هذه الطاهرة العفيفة التي لم ينسها هول المحنة فاجعتها بحجابها، ولله هذه المخلصة لم يذهلها الحدث عن ما وراء الحدث ..!
كشفوا عن الوجه الحيي ..!!
لا يا سارة .. إنهم في هذه المرة لم يكشفوا عن الوجه الحيي .. بل كشفوا عن وجه لا يمت للحياء بصلة، ولا إلى شرفك بأواصر قربى ..!
فهو وجه اللؤم والمكر والخديعة وكل مصطلحات قاموس محور الشر ..!
كشفوا عن الحرية التي انتهكوا قداستها حين جعلوا أنفسهم أوصياء عليها ..
كشفوا عن الديمقراطية التي صفقنا لها لتصفعنا مرة أخرى على الوجه والقفى ..!
كشفوا عن عجزنا .. عن شلل إرادتنا .. فنحن حقا جدار الصامتين ونحن حقا غثاء كغثاء السيل ..
ويبقى لنا رغم سطوة الظلام.. وحرارة الألم .. باب مفتوح .. وسبب ممدود إلى السماء ..
والله خير ناصرا وهو أحكم الحاكمين..!
أترحلين ..؟ فروحي من هنا رحلت ..
حتى المسافات .. تاهت في مسافاتي
قصه هذه القصيده بعد احداث سبتمبر قام الامريكان بحمله شعواء على العرب المسلمين الموجودين في بلادهم وكانت ساره وزوجها في امريكيا في ذلك الوقت كون زوجها مبتعث للدراسه هناك وقاموا باعتقالهم وسجنهم بتهمه اذلال الخادمه بعد ان عجزوا عن ايجاد تهمه لهم وقاموا بادخال الاخت ساره الى المحكمه
بدون حجاب والبسوها تي شيرت وبنطال جنز وقاموا بتصويرها عبر وسائل الاعلان
اترككم مع القصيده
ناشدت أهل البر والإيثار
ناشدة أمة سيد الأبرار
ناشدت من عرفوا بصدق عزيمةٍ
قومي رؤوس المجد والإكبار
أنب بنت نجد بروكت وتهللت
من أهلها ذي السادة الأخيار
زوجي إبن نجد في رباها قد ربى
شهماً طهوراً في ثرى الأطهار
قد كبلونا بالحديد وحسبهم
كف الدعاء يجود ليل نهار
ورميت واهولاء في سجن العناء
ورموا بزوجي خلف ذعر جدار
قد رن في أذني بكاء احبتي
خمساً من الأطفال في الأسحار
باتو بلا أم وغيب والد
وغدوا كأيتام فياللعار
كشفوا عن الوجه الحيي غطاءه
وظهرت في الإعلان بدون ستار
ورميت بالجرم اللذي لم أقترف
وكذاك زوجي زج دون حوار
قد أطلق النجار إفكا فاحشاً
أواه من ذا آخر بالثار
يرمون عرضاً طاهراً بهرائهم
حقد تبدى دونما إستار
الله علام بصدق برائتي
فيما ابنت وعالم اسرار
مثل الشهامة كان زوجي محسنا
في قومة من خيرة الأخيار
قد ألجم الهم الكئيب مناطقي
وأرتج قلبي وانطوى مشواري
باب الإله وقد طرقت فبابه
لمغيبي امل بفك إسار
ثم التجأت إلى بني قومي ففي
قلبي من الآمال كالأمطار
هيا إسمعو قلباً بريئاً قد ثوى
في السجن بين براثن الكفار
ارموا سهام الليل لله اللذي
ينجيه فهو مقدر الأقدار
لأحبتي أهدي دماء مدامعي
فدمي على الوجنات دمع جار
فأحبتي عرفوا بصدق أخوة
وأحبتي هم نصرة الأحرار
ياكل من نطق الشهادة مسلماً
بالله شد العزم في إصرار
أمراؤنا وزراؤنا كبراؤنا
الخطب أعظم من أنين هزار
أشكو إليكم حرقتي وتوجدي
خوفي وآلامي ورعب دثار
مارد مظلوم بساحة عدلكم
أو ذل صاحب عزة بقرار
بنيان أمتنا يشد قوامه
ياصرخة المظلوم صوتك عار
يوماً سيشرق بالبراءة سانحا
وسترجع الأطيار للأوكار
يوماً سترجع ياأبا تركي لنا
ويرد كيد كائد بوار
ثم الصلاة على النبي وآله
خير البرية سيد الأخيار
منقووٍل
المفضلات