غليان في الشارع المصري بعد تصريحات لرجل دين مسيحي قال فيها ان القرآن الكريم محرف
الطيب يبدي لـ شنودة استياءه من تصريحات بيشوي.. واجتماع "طارئ" للأزهر للرد على مزاعمه
شهدت مدينة الإسكندرية بعد صلاة الجمعة أكبر مظاهرة في تاريخها ضد الكنيسة القبطية والبابا شنودة والأنبا بيشوى , وبدأت المظاهرة من مسجد القائد إبراهيم ثم تجاوزت المسجد ومحيطه للمرة الأولى ، وسارت في الشوارع مسافة تقدر بحوالي كيلومتر وقادها شيوخ ورموز الدعوة السلفية بالمدينة وشارك فيها ما يقرب من 50 ألف فرد تحت حراسة أمنية هائلة.
ورفع المتظاهرون رايات كتب عليها عبارة " لا إله إلا الله محمدا رسول الله " ، وذلك ردا على كلام الأنبا بيشوي بأن المسلمين "ضيوف" في مصر على النصارى ، وتم ترديد هتافات من بينها "يا بيشوى إتلم إتلم ...... " ... " إسلامية إسلامية ... مصر هتفضل إسلامية ".
وسادت حالة من الغضب العارم بين المتظاهرين بسبب التصريحات المستفزة للأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس في الكنيسة والتي تطاول فيها على القرآن الكريم وزعم تحريفه فى عهد سيدنا عثمان , بالإضافة إلى "تبجحه" ضد الأغلبية المسلمة بوصفهم بأنهم ضيوف على الأقباط أصحاب البلد الأصليين , وطالب المتظاهرون بمحاكمة بيشوى بتهمة إثارة الفتنة الطائفية وتهديد إستقرار البلاد
واجري الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أجرى مكالمة هاتفية الخميس مع البابا شنودة، بابا الإسكندرية والكرازة المرقصية لأكثر من عشر دقائق، انتقد خلالها تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس التي ادعي فيها تحريف القرآن الكريم، زاعمًا أن الآية القرآنية "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" تمت إضافتها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في عهد الخليفة عثمان بن عفان ، بما يعني أنها مختلقة.
وأبدى الطيب انزعاجه بشدة من الآراء التي طرحها الأنبا بيشوي في كلمته في مؤتمر "تثبت العقيدة" الذي ختم الخميس بالفيوم، والتي قال إن من شأنها أن تؤجج الاحتقان الطائفي بين المسلمين والمسيحيين، لكونها تطعن في القرآن الكريم، خاصة وأنها تأتي بعد أيام من تصريحات أدلى بها سكرتير المجمع المقدس اعتبر فيها الأقباط "أصل البلد" وأن المسلمين "ضيوف عليهم".
وطلب شيخ الأزهر من البابا شنودة التحرك لاحتواء مثل هذه التصريحات الهادمة للمجتمع، حتى لا تؤدي إلى تفاقم موجة الاحتقان الطائفي في مصر، في ظل هذه الأجواء المشحونة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات ومشاكل غير مأمونة العواقب بين الجانبين، نتيجة هذه الادعاءات الباطلة، مؤكدا أن القران الكريم لم ولن يتعرض للتحريف فقد تعهد الله تعالى بحفظة بقوله تعالي "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
وقرر شيخ الأزهر قرر عقد جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية- أعلى هيئة فقهية بالأزهر- اليوم السبت، لبحث سبل الرد على هذه المزاعم التي تطعن في القرآن الكريم، ووضع حد لها.
في الوقت الذي أعلن فيه عدد من علماء الأزهر اعتزامهم التقدم بمذكرة إلى شيخ الأزهر للتعبير عن سخطهم من تجاوزات الأقباط الأخيرة سواء في مزاعم الأنبا بيشوي حول "تحريف" القرآن، وادعائه أن المسلمين "ضيوف على المسحيين في مصر، بالإضافة إلي أزمة اختفاء كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة منذ شهرين بعد توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها.
من جانبه استنكر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع تصريحات قيادات مسيحية أرثوذكسية مصرية بان القرآن قد جرى تحريفه بعد وفاة الرسول محمد ودعا الى ضرورة حذف كل مواد الدستور المصري التي تتعارض مع الإسلام.
وقال بديع في رسالته الأسبوعية للإخوان المنشورة على موقع الجماعة على الانترنت يوم الخميس "يجب أن يكون ردنا على مَن ينالون من كتاب الله أو من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإقبال على كتاب الله حفظًا في الصدور ومنهجا في الأخلاق ومظلة للبيوت والأسر".
وأضاف بديع، وهو زعيم أكبر جماعة للإسلام السياسي في مصر، ان 'القرآن الكريم محفوظ في الصدور والسطور والعمل'، وأورد عدة آيات قرآنية ووقائع تاريخية لإثبات ان القرآن جرى حفظه من التحريف منذ نزوله على الرسول محمد وحتى جمعه في كتاب واحد في عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان.
ودعا بديع أيضا في رسالته الأسبوعية الى حذف كل مواد الدستور المصري التي تتعارض مع الإسلام. وقال "ان كل مادة في الدستور لا يسيغها الإسلام، ولا تُجيزها أحكامه يجب أن تُحذف منه، حتى لا يظهر التناقض في القانون الأساس للدولة".
المفضلات