السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمــــة الله بعبــــاده
اريد من كل واحد منكم أن يسائل نفسه سؤال؟
أن يسأل نفسه .. عن الليل والنهار..؟!
كم نسهر من الليالي ؟ وكم نقضي من الساعات؟
كم ضحكنا في هذه الحياة..
وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل عنها؟
كم تمتعت في هذه الحياة..وهل هذه المتعة ترضي الله عز وجل عنها؟
كم سهرت.. وهل هذا السهر يرضي الله عنها؟
وكم.. وكم.. وكم !!
وقد يبادر لنا لماذا نسائل انفسنا هذه الاسئلة؟!
لانه مامن طرفة عين ولا لحظة نعيشها إلا ونحن نتقلب في نعمة الله ورحمته..
فمن الحياء مع الله والخجل منه ان يستشعر الإنسان
عظيم نعمة الله عليه..
من الحياء والخجل ان نحس اننا نطعم طعام الله ..
ونستقي من شراب خلقة الله .. واننا نستظل بسقفه ..
واننا نمشي على فراشة .. واننا نتقلب في رحمته ..
فما الذي نقدمه في جنبه؟!
انظري أختي الحبيبة واستشعري مدى رحمة الله بنا..
يقول الاطباء أن في قلب الإنسان مادة لو زادت واحد في المئة أو نقصت واحد في المئة..
مات في لحظة.
سبحانه ما اعظمة ..فأي رحمة .. وأي لطف ..
وأي عطف .. وأي حنان من الله يتقلب فيها الانسان.
إن الإنسان يواجه أصعب الأمور
برحمة الله فإذا هي هوادة ويسر ،
ويواجه أيسر الأمور بدون رحمة الله فإذا هي
مشقة وعسر ،
ويخوض المخاوف والأخطار برحمة الله ،
فإذا هي أمن وسلامويعبرها
بدون رحمة الله ،فإذا هي مهلكة وبوار.
إن النفس لا تضيق مع رحمة الله
ولو كان صاحبها في غياهب السجون
أو في شعاب الهلاك ،
ولا سعة مع إمساك رحمة الله
ولو تقلب الإنسان في ألوان النعيم وفي أنواع الرخاء.
إن هذا الباب لو فتح لك ،
وهو باب الرحمة ،
فلا عليك ولو
أغلقت أمامك جميع الأبواب
وأقفلت جميع النوافذ وسدت جميع المسالك
إنه هو الفرج واليسر .ولو أغلق عنك هذا الباب
،باب الرحمة
فلا ينفعك ولو فتح لك جميع الأبواب والنوافذ والمسالك .
إن من رحمة الله أن تحس برحمة الله ،
إن شعورك بوجودها
هو الرحمة ،
ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة ،
وتوقعها في كل أمر هو الرحمة
والعذاب هو العذاب في يأسك منها ،
أو شكك فيها ،وهذا ليس
حال المؤمن ،
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
إن رحمة الله وجدها إبراهيم عليه السلام في النار،
ووجدها
يوسف عليه السلام في الجب،
كما وجدها في السجن،
ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث
ووجدها موسى عليه السلام في اليم
وهو طفل رضيع مجرد من كل قوة ومن كل حراسة ،
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصوروالدور
فقال بعضهم لبعض: فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ،
ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
والقوم يتعقبونهم لا تحزن إن الله معنا.
وسيجدها كل من أخلص لله ،
وآوى إليه يأساً من كل من سواه قاصداً باب الله ،
دون الأبواب كلها.
المفضلات