حكومة البخيت في مئويتها.. أوراق الخريف تتساقط في الصيف
الحقيقة الدولية – عمان – كتب مكرم الطراونة
من الصادق فيهم، رئيس الوزراء، وزير الصحة، وزير العدل، الحكومة بكافة أطيافها، بطولات تسجل من ورق، والحقيقة تغيب رغما عنا من جديد، وكل ما علينا فعله هو قراءة البيانات، والاستماع إلى التصريحات، فيما ما تزال هوية المجرم ترتدي طوق الخفاء.
6 ملايين أردني، وأنا منهم، تشغلنا قضية السجين الفار من وجه العدالة، خالد شاهين، عندما نطالع الصحف، نقرأ عن هذا الشخص المتهم بالفساد، وحينما نقلب الفضائيات المحلية، نراه في نبرة أصوات المذيعين، وتتنقل صورته بين أروقة مكاتب الوزراء والمسؤولين، ونهاية القصة لم تظهر بعد.
في العمل، وأثناء تناول الطعام، وخلال السير على قارعة الطريق، يبكي الهواء من كثرة تنقل كلمة خالد شاهين، عبره من فم إنسان إلى آذان آخر، فتلوثت مسامعنا، وأصاب العطب عقولنا، فالجميع يضحك علينا، ولا يبالي بنا، فيما تنهال الأسئلة في مخليتنا بكل براءة، وننتظر القادم من بعيد لخيبرنا بالحقيقة.
أجهزة دولة أردنية، بكل عظمتها، والتي تعد الأولى عربيا، لم تستطع حتى الآن كبح جماح فضولها، ومعرفة الحقيقة، أو تعرفها، وتحاول طمسها، خوفا من الاحتقان الشعبي المتزايد، حيث تحاول التخفيف من حدته، لكنها بلا شك ستقع في خطأ غير محمود عقباه إن كانت هذه نيتها.
مائة يوم مرت على عمر هذه الحكومة، التي بدأت أوراقها تتساقط في فصل الصيف، وقد تشهد قريبا أول تعديل من أجل عيون الشعب، حيث لابد من كبش فداء، يحمي هذه الحكومة، من غضب الشارع، من هو هذا الكبش، المواطن، أم وزيري الصحة والعدل، أم وزير الداخلية، كلها أحجية، تخيطها الحكومة، ونتناول نحن علقمها.
استطلاع المائة يوم على تشكيل الحكومة، أظهر ارتفاعا طرأ على شعبية الحكومة لجهة قدرتها على تحمل مسؤولية المرحلة، ينسبة بلغة 60%، لكن السؤال بعد التخبط الواضح في تعاملها مع قضية شاهين، عن أي مرحلة يتحدث الإستطلاع، وعن أي حكومة، وعن أي مسؤولية.
لن نسمح في تجاوز الحدود أثناء مخاطبة عقولنا، فعلى الحكومة احترام نبض الشارع، الذي يطالب بمكافحة الفساد، وتحقيق الإصلاح، وما تنامى إلى مسامعنا حتى الآن حول قضية سفر شاهين، كاف، وعلى الحكومة أن تكشف ما وعدت به، وأن تنهي التحقيق في القضية بأسرع وقت ممكن، فلا يمكن المراهنة على صبر الشارع، واحتقانه.
البخيت أكد، أن الحكومة "لن تتردد في تحديد المسؤولية أو الأشخاص المسؤولين الذين قصروا سواء عن قصد أو عن غير قصد وتحديد مسؤوليتهم في موضوع خالد شاهين"، والمواطن يتسائل "يا دولة رئيس الوزراء، هل نحن أمام مسرحية وسيناريو لقصة بطلها يتمتع خارج حدود المملكة، فيما نقضي نحن كل وقتنا بالتفكير به".
خوفنا من أن تتحول قضية شاهين، إلى جدل بيزنطي بين الحكومة وطاقمها، في محاولة كل منها تحميل الآخرين المسؤولية، فيما تتساقط اوراق الخريف في فصل الصيف.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – كتب مكرم الطراونة 28-5-
المفضلات