ذات مساء مسحور غابت عين الشمس بهدوء تلملم ثوبها الدافىء عن اطراف المدينة بخجل ، بدءت اضواء تنتشر بالمكان نجوم تنير الارض ونجوم تملئ السماء وهنالك عند اطراف البلدة حديقة عامة اشجارها تخاف ان تعلو عن الارض ، فهي دانية ومتدنية اغصانها تعانق الارض ، ومقاعد في ارجاء الحديقة تشكو الوحدة وتروي قصص فراق وحب .
بعد دقائق دخلت فتاة خمرية الخدين حوراء شعرها يآخي الليل بسواده يتمايل هنا وهناك يداعب الريح ، تمشي مرتبكة عيناها تختبر المكان وتبحث عن شيء.
جلست على مقعد عند شجرة في وسط الحديقة كطالب ينتظر نتيجة الامتحان ، رن هاتفها ردت بسرعه عليه واصبحت تتحدث ثم اقفلت الهاتف .
وماهي الا لحظات حتى دخل من البوابه شاب ممشوق برونزي اللون عيناه اللوزيتان وشعره المخملي يزيده القاً ، يمشي بهدوء ورويه وكأنه يريد الرجوع مرة ينظر للخلف ومره الى الامام ، وقفت الفتاة تنظر اليه بلهفة روحها تطير نحوه دون استأذان قلبها يدق مع خطواته خطوة بخطوة نظر اليها وكأنه اعمى لا يرى شيئاً جلس بهدوء وجلست بجانبه تكاد تحرقه بعينيها حتى انها تخاف ان تغمض .
مضت الدقائق دون حديث وهو جالس يراقب المارة والاشجار ويتململ في مقعده ينظر الى صورته المطبوعه على عينيها فهو لايرى سوى صورته عليها وكأنها مرآه بعدها بدء بالحديث دون توقف وفجئه نهض من كرسيه وهو يرفع اصبعه بغضب واشاح بوجهه متوجها نحو البوابة ،وهي متبلده لا تنطق تكاد لا تصدق ماتسمع جسدها المتصلب كالصنم على المقعد مشاعرها تجمدت ،بعد دقائق اصبحت تحاول الوقوف وبدئت تسير متثاقلة ،خطواتها لا تبتعد عن الارض حتى وصلت البوابة سقطت ارضا دون وعي جثة هامده .
نقلت بعدها الى المشفى واتضح حينها انها تعاني من مرض عضال لا شفاء منه سوى من رحم ربي ، يوم بعد يوم وحالتها تزداد سوءاً والاطباء يائسون من شفاءها كل يوم يمضي تذبل كوردة قطفت من حديقة .
وذات ليلة طلبت رؤيته للمره الاخيره ، وبعد طول رجاء واستعطاف حضر للمشفى وجلس بجانب السرير نظرت اليه وكأن روحها عادت اليها بادلها تلك النظرة وكأنه لاول مرة يرى بريق عينيها ويشعر بانفاسها يتفحص ملامحها الشعرالانف تلك العيون الشفتان اقترب منها اسرعت اليه تعانقه طوقها بيديه جسد ملتهب يرتعش كعصفور جريح .
نامت باحضانه نومتها الابدية ، ورجع بعدها لمنزله استلقى على سريره يحاول النوم والنسيان لكن هيهات ذلك النظر ان يفارقه حتى الموت جلس ينظر الى المرآه امسك قارورة العطر وقذف بها مهشما تلك المرآه .
وحتى الأن لم يسمع صوت ذلك الشاب
المفضلات