بمناسبة عزم نظام القذافي علي إرسال مسيرة يقول عنها أنها مسالمة من طرابلس إلي بنغازي ، لذا ترى الجماهير الليبية الثائرة أن الهدف من ذلك ليس له إلا تفسير واحد و هو محاولة بائسة لإجهاض ثورتها المباركة التي إنطلقت في 17 فبراير و مراوغة مكشوفة من أجل الإلتفاف عليها و الحلم بإحباطها ، و هي مناورة عقيمة فاشلة و خائبة ، لذا لا جدوى من مثل هكذا تصرف معروف نتيجته مسبقا و خصوصا في هذا التوقيت بالذات مهما كانت التبريرات و المسكنات ، فلا إثناء عن عزم و هدف هذه الثورة التي قطعت شوطا كبيرا من التضحيات الجسام و لم يعد يبعدها عن هدفها الأسمى و النهائي لإسقاط نظام القذافي إلا خطوة واحدة تخضع لمسألة الوقت فقط و الذي يسير حثيثا الآن في صالح هذه الثورة .
و نظرا لكل ما جرى و يجري لليبيين من مجازر و مذابح و إنتهاكات علي يد القذافي و أبنائه و مرتزقاتهم المستأجرة ، لذا بات القذافي و أبنائه العدو الأول للشعب الليبي ، و أصبح الصراع مع نظام القذافي مسألة حياة أو موت ، و هو صراع يعتبره كل الليبيين صراعا مقدسا تباركه كل القوانين و الشرائع و كل الإنسانية .
و إننا نتساءل بشدة و مرارة ، أين كان هذا الوفد عندما كانت الغلبة لنظام القذافي ، يذبح و يقتل و يدمر و يفجر و يسفك دماء أبنائنا أمام ناظريهم ؟ ثم هل هذا الوفد له وزنا و رأيا و إحتراما لدى القذافي أم مجرد أزلام و بيادق لخدمة إيعازات القذافي و جندا مأمورين له ؟و عليه يجب إبلاغ هذا الوفد بأنه غير مرحب به و غير مرغوب فيه من قبل الجماهير الليبية ، و عليه تأجيل هذه الخطوة و الرجوع من حيث أتى حفاظا علي سلامة أعضائه في الظروف الراهنة إلي ما بعد إسقاط نظام القذافي ، و ذلك لعدة أسباب :
ـ أن الطريق أمامهم غير آمنة و محفوفة بالمخاطر لأنها مدججة بالأسلحة الثقيلة لعصابات نظام القذافي ، و حتى لا يأخذهم نظام القذافي دروعا بشرية قد يعتدي عليهم هو بنفسه و يضحي بهم و يستخدمهم كعادته وقودا مجانيا لإعتداءاته الظالمة لتحقيق مآرب الفتنة و الخسة بين إخوة الوطن الواحد .
ـ أهداف هذا الوفد غير نبيلة لأنه مصدره هو العدو الأول لليبيين و هو نظام القذافي ، لذا فالشعب الليبي ينظر بعدم الإرتياح إلي هذا الوفد بنظرة الريبة و الشكوك و عدم الثقة و عدم توفر عنصر الإطمئنان إلي عناصره .
ـ أن البلاد في حالة طواريء قصوى لا تسمح مطلقا بقبول مثل تجمع هذا الوفد المجهول النوايا و الذي إنطلق في ظل ظروف غامضة . الأمر الذي يكسي علي هذا الوفد صفة الزحف أو الإجتياح و ليست مجرد مسيرة مسالمة غير متفق عليها .
ـ أن أغلب أعضاء هذا الوفد هم شخصيات مجهولة لدى الشعب الليبي و لا يعرف عنهم أية معلومات متكاملة بالخصوص .
ـ إذا كانت أهداف هذا الوفد نبيلة ، عليه أن يثبت مصداقيته عن طريق تسهيل إتجاه كل الجماهير الليبية في مسيرة سلمية نحو طرابلس و التجمع في الساحة الخضراء لمطالبة القذافي بتسليم الحكم فعلا للجماهير .
ـ أن مهمة هذا الوفد غير واضحة المعالم و يشوبها الغموض و تحوم حولها الشكوك و الشبهات في ظروف عصيبة كهذه تمر بها البلاد .
ـ إن القذافي لم يألوا جهدا قذرا إلا و بذله في سبيل بقائه علي الكرسي مقابل إفناء الشعب الليبي بكافة الوسائل النجسة ، فقد دك بقنابل الدبابات و قصف بالطيران و الصواريخ و ذبح و قتل و فجر و دمر و أحرق و خرب و حاك المؤامرات و نسج الأكاذيب و أبرم السيناريوهات و لفق الحقائق و نسب التهم ضد شعبه ، لذا فمن يدري ماذا وراء هذا الوفد ، فقد يكون ضمن ألاعيبه الخيانية كحصان طروادة ، فمن يضمن لنا ألا يكون عبارة عن كتيبة من عصابته في زي مدني منقحة ببعض الوجوه لأجل الزينة ، و من يضمن ألا يكونوا مدججين بأسلحة نارية أو بيضاء أو بمواد تسميم عن طريق اللمس أو بمحتويات جرثومية أو أن بعضهم مكلف بمهام سرية و تنفيذ إغتيالات أو تفجيرات أو تفخيخ أو تخريب . و مما يزيد من حدة هذه الشكوك ما يهدد به البعض من أزلام النظام كيوسف شاكير مساء 24.03.2011 بأن هناك مفاجأت خلال 73 ساعة القادمة لذا يجب توخي كل الحيطة و الحذر ، و تحميل القذافي شخصيا مسؤولية و جريرة أية إنتهاكات بالخصوص . و عليه يجب علي الثورة حماية نفسها بعدة سبل ، و في هذا الصدد يجب إيقاف هذا الوفد و منعه من الدخول و إجباره علي العودة من حيث أتى و ذلك بإقامة الحواجز المحمية بما فيه الكفاية في عدة نقاط مثلا عند مصراتة و بعد رأس لانوف و بعد أجدابيا غربا .
ـ و حتى لو أخذنا بالجانب التفاؤلي و أفترضنا حسن نوايا بعض أو كل أعضاء هذا الوفد ، فإن النتيجة النهائية والمحصلة معروفة سلفا و هو عدم التنازل عن تقدم الثورة و إسقاط نظام القذافي . لذا لا جدوى تذكر لهذا الوفد و لا إمكانية تذكر لإستقباله من حيث الوقت و الإلتزامات و عليه أن يعود أدراجه ، فوفاضة لن يكون محملا علي حساب دماء شهداؤنا و أمانتهم التي في أعناق الشعب الذي لا يعرف المستحيلا و لن يرتضي بالخلود بديلا .
بقلم : الجيل الجديد
المفضلات