كعادته يستيقظ مع آذان الفجر ,... ويسري إلى المسجد في خفة ونشاط وطمأنينة وسكينة ...
كان كعادته يداعب لحيته أثناء الطريق ... يعتريه شعور غامر بالدفء والإيمان .. ويتملكه إحساس بأنه يتمثل الرسول الكريم في خلائقه .. ما بطن منها ... وما ظهر ..
ظهرت له امراه
استغفر الله طويلا .. ولعن الشيطان كثيرا ... ودخل في حوار مع نفسه ...
أهو الشيطان أراد غوايتي ؟ أم الله جل شأنه شاء لي متعة البصر دون الولوج في الحرام ..
اقتنع أخيرا أنها مشيئة الله ... ومضى في طريقه يستغفر الله ..
دخل المسجد ... والصلاة قائمة ... وقعت عينه على محفظة كانت على أرض المسجد ... دسها في جيبه قبل أن يندمج معهم في الصلاة ...
حين فرغوا من الصلاة ... انتظر لعل أحدا يسأل عن المحفظة ...
فكر أن يسلمها إلى إمام المسجد .. لكنه تريث .. فكر مرة أخرى..
خيل له أن ما يحدث ما هو إلا مشيئة الله ... وأن الله ساق له هذه المحفظة لعلمه بحاجة الشيخ فرحان ... أما صاحب المحفظة ... فربما كان مقصرا في دفع الصدقات والزكاة ... فشاء الله أن يحل عدله على الجميع ..
تفقد المحفظة أثناء الطريق إلى بيته ... كان المبلغ كبيرا ... شعر بسعادة غامرة ..
أثناء ولوجه المنزل ... شاهد جاره يغادر منزله كي يلتحق بعمله ..
تعجب من أمر هؤلاء البشر .. الذين يقضون حياتهم في المكابدة وطلب الرزق ... ويغفلون عن تأدية الصلاة في المسجد .. وحمد الله كثيراإذ هداه السراط المستقيم ... وأغدق عليه من نعيم الدنيا .. وجزاء الآخرة ..
سبحان من حكم فعدل ...
حين عاد إلى فراشه ... كان ما زال دافئا ...
قبل أن يغمض عينيه ويستغرق في نوم لذيذ ... تذكر زوجة جاره ..
امرأة رائعة ... يتزوجها كافر آثم ....
أجل كافر ... من لا يؤدي الصلاة في المسجد كافر ( همس لنفسه ) ..
دعى الله بكل إخلاص أن يحرر هذه المرأة من زوجها الكافر ..
وأن تصبح له .. زوجة بالحلال ...
كي تتذوق معه ...
حلاوة الإيمان ..
نقطة .
دعونا نناقش وتتحدث عن تقوى الظواهر دون البواطن
المفضلات