*** القدس.. القدس.. اين الصوت العربي..... ؟ !!! ***
افهم ان تواصل اسرائيل مخططاتها التهويدية في القدس لان لا قوة عربية تستطيع الان ردّها ولكني لا افهم ان يهزم العرب وهم كثرة في لجنة التراث العالمي التي تديرها اليونسكو في مؤتمرها الاخير في كندا وان يسلموا بمشاركة اسرائيل في الدخول من باب المغاربة الى ساحة الحرم بحجة المشاركة في الترميم اولاً وبناء طريق عبر باب المغاربة يختلف عماً هو قائم حالياً واستبداله بجسر حديدي يحمل دباباتها وناقلات جنودها ومعداتها العسكرية الى ساحة الحرم الاقصى ثانياً وما يعنيه ذلك من تصفية صمود العرب في الدفاع عن قدس الاقداس ومنطقة الحرم القدسي..
هذه هزيمة اضافية ادار فيها العرب الظهر مرة اخرى للمشروع الاردني المقدم للمؤتمر حيث تمثل الاردن بوفد من وزارة التربية ووزارة الاوقاف..
ما هي ملابسات هذا المؤتمر وكيف حسم الامر لصالح المشاركة الاسرائيلية في ترميم المواقع الاسلامية والحصول على موافقة بمشاركة الاحتلال في المسؤولية عن الاقصى؟ من وراء المؤتمر وعقده وتوقيته وهل اطلع العرب على برنامجه قبل حضورهم الذي وفرّ مظلة ..
من وراء هذه الهزيمة رغم حضور (5) دول عربية من اصل 21 دولة اذ حضر الاردن ومصر والبحرين وتونس والمغرب؟..
ولماذا لم يحافظ العرب على الدور الاردني واسناده في استمرار مسؤولياته باسم العرب والمسلمين عن دوره في الاقصى والقدس الشريف حيث ما زالت وزارة الاوقاف الاردنية مسؤولة عن (750) موظفا الى جانب لجنة اعمار خاصة بالاوقاف الاسلامية كيف نفهم هذا الاختراق؟.
اسرائيل التي دعت وعلى لسان رئيس وزرائها الذي يلعب في الوقت الضائع ومن خلال خطط احتلالها تأجيل بحث موضوع القدس سنة اخرى وتأجيله من محادثات عباس اولمرت او من يليه.. ارادت بهذا الموقف كسب مزيد من الوقت الذي تشتريه وتشتري من خلاله زيادة استيطانها وها هي وقد خرجت من الشباك تدخل من الباب من خلال محادثات كندا في مظلة اليونسكو وبحضور (5) انظمة عربية خذلت المشروع الاردني لتعبر اسرائيل للمشاركة في ترميم الاماكن المقدسة الاسلامية بمعاييرها الفنية وطريقتها وليس بالشكل الذي حرص الاردن على استمراره منذ الاعمار المتواصل للاقصى عبر تاريخه الاموي مروراً بالفاطمي والايوبي والمملوكي والعثماني حتى الهاشميين الذين اولوا الاعمار منذ الحسين بن علي الراقد في حضن الاقصى وحتى عبد الله الاول الشهيد في ساحته والبادىء بترميمه الى الحسين بن طلال الراحل معيد بناء قبة الصخرة والذي كساها بالذهب وحتى عبد الله الثاني الذي اعاد نصب منبر صلاح الدين وعملت حكومته على تقديم مشروع عبر اليونسكو الى ترميم باب المغاربة..
معركة القدس مستمرة لكن الذين لا يفهمه فيها المواطن العربي هو استمرار التراجع في هذه المعركة على المستويات العسكرية المعروفة وعلى المستويات السياسية وحتى الثقافية والفنية الان فهذا الخذلان لا مبرر له وهذا النزول المبكر عن جبل احد لايمكن فهمه الاّ كما فهم الرسول (ص) نزول المقاتلين عن احد للغنائم فأمعن جيش كفار قريش فيهم قتلاً..
ليتوقف التداعي العربي وانهياراته امام القدس وصمودها ولتتوقف سياسة الهروب ودفن الرؤوس في الرمل واخلاء المواقع والمسؤوليات. فاحتلال القدس مازال يبعث الثأر وسريان الرفض والجهاد والمقاومة في الاجيال التي تراقب هذا الخذلان والذي لايملك الانسان العادي امامه الاّ الغضب.
هل هانت القدس على اتباعها من العرب والمسلمين كل هذا الهوان؟ وهل افتقروا للمال لترميمها والحفاظ عليها وحمايتها حتى تدخل اسرائيل لذلك وتطرح خطتها للمشاركة في الترميم ورصد الموازنات لذلك..أين دعم صمودالشعب الفلسطيني واعتبار قضيته هي القضية المركزية الاولى. واعتبار الاماكن المقدسة الاسلامية من اولى القبلتين خطاً احمر؟..
هذه اخطر معركة تخاض ضد القدس وهي معركة تتضافر فيها كل القوى ضد القدس من الثقافة الى الأثار الى التاريخ الى اليونسكووالى اجتماعات ودهايز ومؤتمرات تحمل تسميات مختلفة وتنعقد في اصقاع بعيدة وبلغات عديدة ولكنها تصب لصالح المشاركة الاسرائيلية التي علينا أن نتبرأ منها مبكراً قبل ان يسجل التاريخ على العرب مرة اخرى انهم خذلوا القدس مرة اخرى وفي معركة ليست عسكرية وانما ثقافية هي جزء من صراع ما زلنا لا نحسن خوضه!!!.
المصدر
جريدة الراي
المفضلات