عمان- شهدت التحقيقات في قضية الطفل الضحية يزن (5 أعوام)، تطورات دراماتيكية مثيرة، تنفي ما قالته خالته وزوجها عند التحقيق معهما، بعيد وفاته، من انه سقط في الحمام، ما ادى الى نزيف حاد في رأسه، توفي على إثره، وكشف الطبيب الشرعي عن ان الطفل المتوفى، تعرض لضربة على رأسه.
وبينت التحقيقات، التي توصل إليها مدعي عام الجنايات الكبرى أشرف العبدالله، ان إفادتي خالة يزن وزوجها، المتهمين بقتله قصدا، غير صحيحة، وتخالف تقرير الطب الشرعي، الذي جاء فيه أن يزن أصيب في رأسه بتاريخ 7/4/2009، ومكث قرابة 14 ساعة في منزل خالته، ثم أرسل الى مستشفى البشير في 8/4/2009.
وتشير مصادر التحقيق الى ان الطفل علاء (الاخ غير الشقيق) ليزن، كان نائما في منزل خالته عندما تعرض أخوه للاعتداء.
وكانت خالة يزن وزوجها، زعما أثناء التحقيق معهما ان يزن سقط في الحمام مساء 8/4/2009، بينما كانت خالته تغسل ملابس أفراد أسرتها، اما زوجها المتهم، فزعم انه كان خارج بيته اثناء اصابة يزن، يبحث عن علاء.
وبحسب ادعاء الخالة، فإنها أسعفت يزن فورا عند تعرضه للسقوط في الحمام، وحاولت إيقاظه من الغيبوبة، مستخدمة في ذلك البصل والعطور.
وسبق لـ"الغد" في 23/4/2009 أن اجرت مقابلة صحافية مع الخالة وزوجها الذي قال حينها "إنه يوم سقوط الضحية يزن على رأسه في حمام منزلي، تأخر علاء كعادته عن الحضور الى البيت، في الوقت ذاته بدأنا انا وأولادي بالبحث عنه، واثناء ذلك كانت زوجتي تغسل ملابس العائلة، وتستفسر لحظة بلحظة دائما عن مكان وجود علاء".
وأشار الى انه بينما كانت زوجته منشغلة بغسل الملابس، فوجئت بدخول يزن الى الحمام، حيث سقط على رأسه.
وفي المقابلة نفسها، تقول الخالة إنها "أسرعت على الفور برفعه عن ارض الحمام، فوجدت نزيفا دمويا من أنفه ودخوله في غيبوبة، حيث أحضرت العطر والبصل واستخدمت كل الوسائل المتعارف عليها لايقاظه لكن من دون جدوى".
وعلى ضوء ذلك، تقول إنها أخبرت زوجها الذي طلب منها ان ترسله الى مستشفى البشير، حيث كان في غيبوبة مطلقة، حسب ما أبلغها الاطباء، موضحا ـ الزوج ـ انه اغلق بعدها محله التجاري، وتوجه الى المستشفى ليطمئن على وضع يزن، حيث طلب منه رجال الامن هناك ان يراجع إدارة حماية الاسرة.
وأضاف الزوج، انه عندما راجع الإدارة، وجد هناك زوجته، بالإضافة الى الطفل علاء. وأشار الى ان علاء زعم في رواية اختلقها امام الادارة، "أنني اضربه، وأقوم بتوثيقه بالحبل هو وشقيقه يزن، بالإضافة الى ادعاءات اخرى".
وأشار الى ان المحقق في الإدارة، بعد ان توسع في التحقيق مع علاء اكتشف ان ادعاءه غير صحيح، لكن رغم ذلك طلب مسؤولو الادارة، إحضار كفيل لإخلاء سبيل زوجته، ثم تم تحويله الى المدعي العام، الذي أوقفه بتهمة الايذاء.
ويدعي الزوج انه عندما ادخل الى سجن الجويدة بتاريخ 9/4/2009 بقرار من المدعي العام، التقى هناك فجأة والد يزن في المهجع نفسه، حيث اخبره بأن ابنه سقط على ارض الحمام في منزل خالته، ونتيجة لذلك، دخل في غيبوبة او موت سريري.
وأضاف حينها، أن والد يزن الموقوف على ذمة قضية اغتصاب وافدة اندونيسية الجنسية بالاشتراك مع زوجتيه، كتب تنازلا عن حقه الشخصي، وبناء على ذلك افرج عنه بعد توقيف دام ثلاثة أيام.
وعن الوضع الأسري لعائلة يزن يقول الزوج ان والد يزن اخبره أثناء فترة وجوده في السجن انه قام "بكيّ مؤخرة علاء، بالإضافة الى كيه بأعقاب السجائر، وذلك عندما تنامى الى علمه ان علاء يقوم بالتدخين".
وزاد ان يزن سبق وأن تعرض لحوادث اعتداء عديدة، منها ان شقيقه علاء ضربه بالسكين في يده، لكن عندما اسعفه والداه اخبرا المستشفى انه سقط على قطعة زجاجية، كانت ملقاة على الارض.
وكان تقرير الطب الشرعي أفاد بعد تشريحه لجثة يزن التي بقيت 11 يوما في ثلاجة مستشفى البشير، تبحث عن قريب له يدفنه، وجود آثار حروق لهبية، وكي بالسكين، بالإضافة الى آثار اطفاء اعقاب سجائر.
كما أفاد التقرير، ان سبب الوفاة ناجم عن اصطدام رأسه بجسم صلب ادى الى نزيف دموي ومن ثم وفاة يزن.
صحيفة الغد 4/6/2009
المفضلات