بيروت- محمد زيد مستو
أجبرت الأحداث الدائرة في سوريا الشبان على العزوف عن الزواج، ودفعت العائلات إلى تغيير تقاليد الأعراس في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد جراء قمع النظام السوري لمعارضيه.
وأكد العديد من الأهالي في مناطق عدة، أن نسبة كبيرة من الشبان عزفوا عن الزواج جراء انخراطهم في صفوف الثورة، فيما تجبر الأوضاع الأمنية آخرين إلى تأجيل الزواج في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع بالبلاد وسط حالة من الترقب والإحباط تسود الشارع السوري.
وفيما قلت نسبة المقبلين على الزواج خلال العام الماضي حيث شهدت البلاد حملات عسكرية وحشية للنظام السوري ضد معارضيه، أشار مواطنون في مدن تشهد وتيرة عالية من العمليات العسكرية للنظام أن حفلات الزواج انعدمت منذ أشهر في تلك المناطق.
وبحسب نشطاء، فإن مدينة حمص السورية التي تواجه أعتى الحملات العسكرية منذ أشهر، لم تشهد حفلات أعراس منذ الشهر السادس للثورة، واقتصرت مراسم الزواج فيها على المقربين من العائلة.
ويرفض العديد من العائلات إقامة حفلات صاخبة مراعاة لعائلات القتلى الذين تقدر أعدادهم بأكثر من 11500 شخص من السوريين، الذين قضوا على أيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المتهم بارتكاب جرائم بحق الإنسانية ضد شعبه.
وقال عبدالله الذي يملك محل تصوير في إحدى مناطق ريف دمشق، ويعمل على تصوير حفلات زفاف: "كنا نشهد عرساً كل يوم أو يومين على أقل تقدير، والآن تتراوح نسبة الأعراس بين ثلاثة إلى ستة أعراس كل شهر".
وأضاف عبدالله، "كنا نصور حفل زفاف واحدا كل ثلاثة أيام فيما مضى، لكن الآن يأتينا شخص واحد كل شهر أو شهرين للسؤال عن تكاليف تصوير الحفلات".
تغير في تقاليد الزفافونوه المصور إلى أن غالبية الناس، توقفت عن الحفلات الصاخبة واقتصرت في مراسم الزواج على الاحتفال في صالات صغيرة، وأن معظم حفلات الأعراس التي يصورونها خلال الأشهر الأخيرة تتم في البيوت، ويقتصر حضورها على العائلات والمقربين.
وأوضح شاب أن الزفاف في حمص يقتصر على حفلات صغيرة للنسوة داخل البيوت، لتنتقل بعد ذلك مع زوجها.
وإلى جانب الوضع الأمني فإن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد قللت كذلك من إقدام الشبان السوريين على الزواج، وإقامة مراسم الزفاف وفق التقاليد المعروفة بسوريا.
وقالت الشابة مي محمد إن موضوع "التلبيسة" أو الشبكة وهي قطع ذهب يشتريها العريس لزوجته، أصبحت حاليا عبئاً كبيرا على الشبان، وسط ارتفاع كبير في أسعار الذهب شهدته سوريا خلال الأزمة، حيث بلغ سعر الغرام الواحد 3650 ليرة (حوالي 35 دولار)، في حين لم يكن يتجاوز 1800 ليرة قبل اندلاع الثورة.
وأوضحت مي أنه بأحد صالات الأفراح بكفرسوسة في العاصمة دمشق، تم احتجاز الضيوف للساعة الرابعة صباحاً، نتيجة حدوث اشتباكات في المنطقة التي تتواجد فيها الصالة.
ونوهت إلى أن الكثير من الشبان والشابات تبرعوا بتكاليف أعراسهم للعائلات المتضررة خلال الثورة، وهو قلل كذلك من نسبة الاحتفالات.
المفضلات