إنها صفية !!
عن علي بن الحسين : كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، وعنده أزواجه ، فرُحْن ، فقال صلى الله عليه وسلم لصفية بنت حيي : "لا تعجلي حتى أنصرف معك" . وكان بيتها في دار أسامة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها ، فلقيه رجلان من الأنصار ، فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجازا -اي همّا بالذهاب _ ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : "تعاليا ، إنها صفية بنت حيي" .. قالا : سبحان الله يا رسول الله ،-اي والله ما شككنا فيك- قال : "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا" (البخاري ، ومسلم) ،
وذكر مسلم هذا الحديث في "باب : بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليا بامرأة ، وكانت زوجته أو محرماً له ، أن يقول : هذه فلانة. ليدفع ظن السوء به".
كلما قرأت هذا الحديث أشعر بحيرة كبيرة وشعور غريب !! نحن لو رأينا رجلاً ملتحياً لا نعرفه ومعه امرأة محجبة لا نعرفها وفي ظلمة الليل فإنه لا يخطر ببالنا أي شيء لكون المنظر بعيد عن الشبهة ، فكيف بالأنصار الذين هم من أشد الناس محبة لرسول الله صلى الله عليه سلم !! يخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الشيطان عليهما أو يقذف في قلوبهما شيئاً أو شرّا !!
عندما يقول عليه الصلاة والسلام "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ، فهذا مفهوم لكون "الناس" هنا هم "غير المسلمين" الذين يتربصون بالإسلام الدوائر ويحاولون تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم بأي وسيلة ، لكن حديث "صفية" هذا ليس مثل حديث "ابن سلول" لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه"، فالأمر هنا مختلف ، الرجلان من الأنصار ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج من المسجد !!
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : "... وفيه استحباب التحرّز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان ، وطلب السلامة والإعتذار بالأعذار الصحيحة ، وأنه متى فعل ما قد يُنكر ظاهره مما هو حق وقد يَخفى ، أن يبين حاله ليدفع ظن السوء ..." (انتهى) ..
أقول : إن كان النبي صلى الله عليه وسلم - الذي كانت معه زروجه أم المؤمنين - فعل هذا مع الأنصار ، فغيره من باب أولى ، فلا يصيب البعض الغرور ويظن بأنه فوق الشك فـ "الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" سواء كان هذا الإنسان عدو أم صديق ، والشيطان أحرص ما يكون على تشويه صورة أهل الحق ، سواء كان شيطان الجن أم شيطان الإنس ..
لذلك نقول : إن صفاء الراية ونقائها ووضوح المنهج من أهم وأخطر الأمور التي يجب أن يحرص عليها أهل الحق ، ولا ينبغي إهمال هذا الجانب بأي حال من الأحوال ، لأن إهمال هذا الأمر لا يصرف عنهم عوام الناس فقط ، بل قد يصرف عنهم محبيهم وأقرب الناس إليهم ، ويبنغي كذلك مراعاة الرأي العام الذي اهتم النبي صلى الله عليه وسلم به كثيراً ، فأحجم عن أعمال ظاهرها المصلحة بسببه ، فقد قال له عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في شأن ابن سلول "دعني أضرب عنق هذا المنافق" ، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" (الترمذي وقال حسن صحيح) ، فلم ينفي النبي صلى الله عليه وسلم عنه صفة النفاق ، وإنما نظر إلى لأمر من زاوية أخرى ..
نصيحة: احسن الضن بأخيك المسلم وأن قال لك أحدهم أن فلان يعمل كذا وكذا
1) أحسن الضن
2) التمس لأخيك عضرا
(( وأن قال اذهب معي لاريك بعينك)) لاتذهب وتذكر (((( ولا تجسسوا)))
اين نحن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الامور
غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين
اللهم امين
لا تنسو اخوكم من الدعاء ان يوفقة الله للسفر لتبليغ دينه في كافة انحاء العالم
لأن الله جل جلاله قال(( وداعيا باذنه وسراجا منيرا))
المفضلات